يعد شهر رمضان من أكثر الأشهر مشاهدة للبرامج التلفزيونية التي تعرض على القنوات الفضائية، خاصة من قبل ربات البيوت، باعتبار أنها الوسيلة الوحيدة لهن للترفيه والاطلاع على كل ما هو جديد في شتى الميادين وفي مقدمتهم حصص الطبخ والمسلسلات الدرامية غير أن التنويع في هذه الأخيرة أدى إلى نشوب شجار وخلافات بين أفراد البيت الواحد حول جهاز التحكم من بعد “التيليكوموند”. التنوع الذي تعرفه القنوات الفضائية في شهر رمضان من برامج تلفزيونية وحصص ومسلسلات جعل المتتبع في حيرة من أمره أي برنامج يشاهد، نتيجة الكم الهائل الذي تعرضه هذه الأخيرة طيلة اليوم، ولعل ربات البيوت والفتيات هن المعنيات بالأمر لأنهن يقضين وقتا أطول في المنزل، غير أن من سلبيات هذا التنويع هو نشوب بعض الخلافات بسبب برنامج أو مسلسل معين قد يصل في بعض الأحيان إلى الشجار، فكيف يتعامل هؤلاء مع الكم الهائل من البرامج وفق رغبة كل شخص؟. مشاهدة البرامج التلفزيونية لكسر الروتين والملل تزامن شهر رمضان مع فصل الصيف جعل البعض يعتكف في المنازل بسبب درجة الحرارة الشديدة، بالإضافة إلى أن أغلب الموظفين في إجازة سنوية، وهذا يعني بأن الكثيرين يقضون أوقاتهم بين النوم وإقامة الصلاة وكذا مشاهدة البرامج التلفزيونية، في حين تتفنن أخريات في إعداد أشهى الأطباق والمأكولات التي تزين مائدة هذا الشهر الفضيل، حيث دفع وقت الفراغ الكبير والذي يصل إلى قرابة 16ساعة من الصوم بهؤلاء إلى اللجوء إلى مشاهدة التلفزيون، من أجل كسر الملل والروتين. وفي هذا الإطار قالت حياة طالبة جامعية “بأنها تستيقظ على الساعة الحادية عشر صباحا، لتقوم بعدها ببعض الأعمال المنزلية،مشيرة بأنها تسرع في إتمام هذه الأخيرة لمتابعة المسلسلات”. وأردفت منال أستاذة بالثانوي “بأنها تعمل طيلة السنة وليس لديها الوقت الكافي لمشاهدة البرامج التلفزيونية، مضيفة بأن شهر رمضان فرصة لمتابعة بعضها”. وهناك من يقوم ببعض الأعمال المنزلية ليلا لكي يتفرغ لمشاهدة التلفزيون وهو مالمسناه عند سميرة وأختيها اللتان ينهيان جزءا كبيرا من الأعمال المنزلية بعد الإفطار، لكي يتمكنان من مشاهدة برامجهما المفضلة. الفترة الصباحية للأمهات والمسائية للفتيات وعاشقات المسلسلات الدرامية وهناك من يقمن بتقسيم البرامج التلفزيونية على حسب الوقت، حيث تخصص الفترة الصباحية للأمهات، في حين تختار الفتيات الفترة المسائية باعتبارها الفترة الزمنية التي يعرض فيها أهم المسلسلات والحصص، وهو ما وقفنا عليه في الجولة الميدانية التي قادتنا إلى بعض الشوارع بالعاصمة ببعض الفتيات والأمهات حول كيفية تقسيمهن مشاهدة البرامج. وفي هذا الإطار، قالت إحدى السيدات اللواتي تحدثنا إليها بمحطة نقل المسافرين بتافورة “بأنها تستيقظ باكرا على عكس بناتها”، مشيرة إلى أنها “تفضل مشاهدة حصص الطبخ وبعض الحصص الدينية، وأما بناتها فهن من عاشقات المسلسلات الدرامية وخاصة السورية”. من جهة أخرى، تفضل بعض الفتيات مشاهدة التلفزيون في الفترة المسائية لأنها من أنسب الأوقات لديهن لتلاؤمها مع برنامجهن اليومي، أين يقضين جل وقتهن في مشاهدة البرامج والتغيير من قناة إلى قناة أخرى، وفي هذا الشأن قالت فضيلة ربة منزل “بأنها تفضل مشاهدة البرامج التلفزيونية في الفترة المسائية التي تمتد بين الزوال إلى غاية العصر”، مشيرة إلى أنه “ليس لديها وقت فراغ آخر سوى في هذه الفترة، لتتفرغ بعدها إلى المطبخ”. جهاز تلفزيون واحد ومشاهدة البرامج لمن استطاع إليها سبيلا وهناك من العائلات التي لا تملك سوى جهاز تلفزيون واحد، وهو الأمر الذي يحول دون إرضاء الجميع في انتقاء البرامج المفضلة لكل شخص، حيث يجد هؤلاء صعوبة في مشاهدتها وتقسيم الأوقات على حسب ظروف ورغبة كل شخص، وهو ما لمسناه عند كريمة تلميذة بالثانوي التي قالت أنها تعيش رفقة أخواتها الخمس في بيت واحد ولكل واحدة برنامجها المفضل، وهو الأمر الذي يجعلهن يتشاجرن في الكثير من الأحيان”.