أكد محمد الأحمد، مدير مهرجان دمشق السينمائي، قرار وزارة الثقافة السورية تعليق الدورة ال 19 من المهرجان، قبل نحو الشهر على موعد إقامتها بين 20-27 من شهر نوفمبر 2011. وقال الأحمد في تصريح لموقع CNN بالعربية، إن قرار التعليق ”لا يعني إلغاؤه، إذ ربما تتم إقامته في وقتٍ لاحق من هذا العام، بانتظار الظرف المناسب.” وأوضح الأحمد، الذي يشغل أيضا منصب مدير المؤسسة العامة للسينما، أن قرار التعليق تم اتخاذه بعد أن وضع وزير الثقافة رياض عصمت، في أجواء التحضيرات الفنية واللوجستية الكاملة للمهرجان، بما في ذلك سيناريو حفل الافتتاح. وقال:”شرحت له إنه ورغم هذا الجهد الكبير، قد تأتينا بعض الاعتذارات من شخصيات سينمائية دولية مهمة، عادةً ما تتواجد في مهرجان دمشق السينمائي، نتيجة التهويل الإعلامي لما يجري في سورية، والذي تضطلع به قنوات عربية ودولية، مما قد يفقد المهرجان بريقه بسبب احتمال غياب أولئك الضيوف، خاصةً أننا تعودنا خلال السنوات الماضية أن نحقق في كل دورة قفزة نوعية إلى الأمام قياساً بالدورات السابقة، وهذا ما نخشى أن لا نحققه في الدورة ال 19، نتيجة أمور قد لا تكون في البال”. وأضاف أن الوزير قرر تعليق المهرجان، وليس الإلغاء، ونوه إلى قرارٍ مماثل اتخذته إدارة مهرجان القاهرة السينمائي بسبب تزامن موعد إقامته في مصر مع استحقاقات انتخابية مصرية. وأشار الأحمد إلى أن ”كل الفعاليات التي جرى تحضيرها للدورة ال 19 من مهرجان دمشق السينمائي، ستكون في متناول يد الجمهور السوري المتعطش للسينما، والذي ينتظر هذا الموسم من عام لآخر”. ونفى الأحمد أن تكون إدارة مهرجان دمشق السينمائي قد تلقت أي اعتذار عن حضور المهرجان من الشخصيات الدولية التي تمت دعوتها، وقال: ”حينما اتصلنا بمدراء أعمال الضيوف السينمائيين العالميين الذين ننوي دعوتهم قبل توجيه الدعوة بشكلٍ رسمي، لم يقول لنا أحد بأننا لن نأتي، بل كان الجواب دائماً: لننتظر ونرى.” وفيما يتعلق بموضوع قرار مقاطعة نقابة الفنانين في مصر لمهرجان دمشق السينمائي، وصف الأحمد الأمر ”بالحركة الاستعراضية المبتذلة”، وأكد أنه منذ بدايات المهرجان، لم تعتد إدارته على توجيه الدعوة للفنانين المصريين عن طريق النقابة، وإنما نقوم بالتواصل معهم عن طريق بريدهم الإلكتروني الخاص، وبالتالي لا يوجد أي دور للنقابة المصرية في ذلك، حتى أنني سمعت باسم نقيب الممثلين المصري أشرف عبد الغفور لأول مرّة مؤخراً، ولم نتواصل معه أو مع نقابته مطلقاً، بل بالعكس حينما اتصلنا بالنجوم الكبار قبل توجيه الدعوة، أكدوا لنا بأنهم سيلبون دعوتنا بكل تأكيد، وقالوا إنهم سيأتون إلى دمشق للتضامن معنا.” وتعليقاً على ما أثير في الصحافة المصرية والعربية عن رفض الفنانين المصريين عمرو واكد، وخالد نبوي تلبية دعوة مهرجان دمشق السينمائي، نفى الأحمد أن تكون تمت دعوة هذين الفنانين بالأصل، قائلاً: ”لم نوجه دعوة لخالد نبوي وعمرو واكد، لا في هذه الدورة، أو الدورات السابقة، أو مستقبلاً، لأنهما من أنصار التطبيع مع إسرائيل، وهذا يتنافى مع تقاليد مهرجاننا الذي ننتقي فيه ضيوفنا بعناية”. وكما كان متوقعاً، أثار قرار تعليق الدورة ال 19 من مهرجان دمشق السينمائي باب الجدل في الأوساط الثقافية والسينمائية السورية، وربما العربية، مفسحاً المجال أمام الكثير من التأويلات.