مازال الحديث عن احتمال إلغاء الدورة الرابعة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يثير الكثير من الجدل بين ممتهني الفن السابع في الجزائر، ويأتي هذا في الوقت الذي قررت وزارة الثقافة تأجيل موعد هذه التظاهرة السينمائية إلى غاية 12 من شهر أكتوبر المقبل بعد أن كان من المقرر إجراؤه في شهر جويلية. تأجيل موعد التظاهرة يؤكد مخاوف الكثيرين بهذا الخصوص، وعليه نجد أنفسنا أمام العديد من السيناريوهات المفترضة التي تنتظر الإجابة عنها في ظل التعتيم الإعلامي الذي تتبعه وزارة الثقافة. يبدو أن تنبؤ البعض بفشل مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي إن قامت له قائمة، قد تصدق على الأغلب بغض النظر عن أصحاب هذه النبوءات خاصة وأن المؤشرات الأولية التي تسبق نجاح أو فشل أي تظاهرة قد اتضحت معالمها ولو مبدئيا، فبقاء منصب محافظ المهرجان شاغرا إلى غاية الآن وحده كفيل بأن يقلل من حظوظ نجاحه، وهذا بعد أن تم استبعاد المدير السابق لهذه التظاهرة حمراوي حبيب شوقي، ليبقى مصير المهرجان مجهولا وإن حدد تاريخه أو بالأحرى أجله ! فنانون مصريون يراهنون على فشل المهرجان في دورته الرابعة بين سياسة الاستغناء عن الأعمال المصرية التي اعتمدها القائمون على الشؤون الثقافية والفنية في الجزائر وسياسة المقاطعة التي رفع شعارها الفنانون المصريون، أصبح الحديث عن فشل مهرجان وهران للفيلم العربي شبه مؤكد، وهذا حسب الرواية المصرية التي نظّر لها العديد من فنانيهم على اعتبار أن سبب نجاح المهرجان هو الحضور المكثف للأعمال المصرية التي كانت في كل دورة تحصد اغلب الجوائز، وغيابها في هذه الدورة سوف يضعف من حظوظ نجاحه وهذا دائما استنادا للرواية المزعومة التي تؤكد انه لا يوجد منافس حقيقي للسينما المصرية يمكن لمهرجان وهران أن يعول عليه كبديل، فمصر هي هوليود الشرق، حسب اعتقاد صابرين، وهي سبب نجاح وشهرة الكثير من الأسماء في الساحة الفنية العربية. فيما يؤكد محمود عبد العزيز أن السينما العربية كلها تعتمد على محاولات فردية أساسها الأم مصر. وبشكل عام فقد اجمع فنانو مصر على أن مهرجان وهران لا قيمة له دون الأعمال المصرية. وما تجدر الإشارة إليه أن استيلاء الأعمال المصرية على اغلب الجوائز في كل مرة في مهرجان وهران، كان يثير الكثير من الانتقادات من طرف الفنانين الجزائريين والعرب على حد سواء لدرجة اتهام لجنة التحكيم بالتحيز للجانب المصري. وزارة الثقافة تتبع سياسة التأجيل من أجل الإلغاء وتؤكد مزاعم البعض أبت وزارة الثقافة إلا أن تواصل في سلسلة مفاجآتها غير السارة لتخرج هذه المرة بقرار تأجيل موعد بدء فعاليات مهرجان وهران السينمائي للفيلم العربي إلى غاية شهر أكتوبر المقبل، بعد أن كان مقررا في شهر جويلية، هذا القرار الذي فسره البعض على انه محاولة من وزارة الثقافة والممثلة في شخص السيدة خليدة تومي من اجل محو البصمات التي تركها المدير المخلوع حمراوي حبيب شوقي، وهذا على خلفية الخلاف المعروف بينهما والمجهول السبب لحد الآن. كما رجح البعض أن الأمر سيمتد إلى فعاليات أخرى تحمل إمضاء حمراوي وهذا على غرار التاغيت الذهبي والفنك الذهبي ربما مستقبلا، وهذا من باب تصفية الحسابات ليس إلا. ويأتي اختيار وزارة الثقافة لهذا التاريخ بالذات بمثابة التصديق على وضع حد لمسيرة ثلاث سنوات من عمر المهرجان استطاع خلالها استقطاب أنظار محبي الفن السابع في الوطن العربي، ليصبح بذلك أول تظاهرة سينمائية على المستوى العربي تعنى بأهم واحدث الأعمال العربية، إذ يتزامن المهرجان هذه المرة في دورته الرابعة مع العديد من المهرجانات الأخرى وهو ما سيقلل من حظوظ المشاركة سواء بالنسبة للأفلام أو الضيوف، الأمر الذي يجعلنا نضع العديد من الخطوط الحمراء تحت ذكاء وزارة الثقافة خاصة أن العام والخاص يعلم جيدا أن تاريخ ومكان تنظيم أي ملتقى هما من أهم عوامل نجاح أي تظاهرة. وما خفي على وزارة الثقافة أنها بقرارها هذا تكون قد ساهمت في فشل المهرجان إن نظم في الوقت الذي حدد له ،وهي بذلك أيضا قد تفتح المجال للفنانين المصريين المقاطعين للمهرجان للاعتقاد بان سبب الفشل هو مقاطعتهم المحمودة. فنانون جزائريون يصفون قرار التأجيل ب''اللامسؤولية'' أثار قرار وزارة الثقافة الكثير من الانتقادات في الوسط الفني وهذا لما له من انعكاسات سلبية على مستقبل المهرجان واستمراريته، كما أخلط أوراق الكثير من الفنانين الذين وصفوا قرار وزيرة الثقافة ''باللامسؤول''، إذ اعتبر المخرج الجزائري احمد راشدي قي تصريحات سابقة ل''الحوار'' أن تزامن المهرجان مع عدد من المهرجانات الأخرى من شانه أن يؤثر على نجاح المهرجان وعلى نسبة إقبال رجال السينما إلى وهران، كما أكد راشدي أن وجهة الفانين العرب ستكون مهرجانات أخرى من المنتظر أن تقام في نفس الفترة، الأمر الذي سيقلل من إمكانية نجاح المهرجان، هذا الأخير الذي اعتبره راشدي اكبر تظاهرة سينمائية ذات طابع عربي واستطاع أن يتفوق حتى على مهرجان روتردام.