حولت أحداث شغب عنيفة مدينة حجاج شرق ولاية مستغانم، إلى مدينة منكوبة، ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضي، حيث أسفرت عن حرق شبه كامل لمقر البلدية ومقر البريد وتخريب ممتلكات عمومية وخاصة وسط إشاعات تفيد بوجود حملة تخريب مبرمجة عن طريق الوسائط المعلوماتية بعد التأكد من هوية 5 حراڤة تم انتشال جثثهم على السواحل الإسبانية قبل أيام وهذا عن طريق تحليل الحمض النووي. وقامت قوات الدرك الوطني بتنفيذ حملة اعتقالات مست زهاء 50 شخصا، بينهم قصّر، حسب مصادر محلية في غياب مؤشرات عن وجود خسائر بشرية. وقد سبق احتاج سكان بلدية حجاج تجمع المئات منهم في حدود الساعة السابعة من مساء الأربعاء، حيث قاموا بغلق مدخل المدينة بوضع العجلات المطاطية والمتاريس تعبيرا عن استيائهم من تردي أوضاعهم الاجتماعية التي اعتبروها سببا في وفاة الحراڤة الخمسة بعد انتقال أحد سكان بلدية حجاج إلى إسبانيا للتأكد من هوية الحراڤة، حيث اكتشف وجود أرقام هاتفية مربوطة في كيس بلاستيكي على رجل أحد الضحايا تبين أنها تخص إحدى العائلات من بلدية حجاج، فيما أكدت تحليلات الحمض النووي وفاة 5 حراڤة من نفس البلدية من بين 11 حراڤا آخرين قاموا بالإبحار ليلا قبل حوالي أسبوعين من منطقة الكاف الأصفر على بعد 7 كلم نحو السواحل الإسبانية، وقد أدى تزايد الاحتقان لدى الشباب الغاضب إلى انفلات الأمور حيث شرع عدد منهم في تحطيم محتويات محطة نافطال ومحاولة حرق قارورت البوتان، ثم انتقلوا إلى مقر البلدية ومقر البريد وأضرموا فيهما النيران وأتلفوا بعض محتوياتهما باستثناء سجلات الحالة المدنية التي كانت محفوظة بإحكام حسب مصادرنا، فيما سرقت أجهزة أخرى، ولم يكتف المحتجون بذلك، حيث قاموا باقتحام صيدلية تابعة للشركة الوطنية لتوزيع الأدوية حيث قاموا بإتلاف وسرقة محتوياتها ثم رشقوا مقر الدرك الوطني ومكتبة البلدية وحظيرتها بالحجارة، إلى جانب ثانوية حجاج التي طالها بعض التخريب، وقاموا أيضا بإتلاف شاحنتين خاصتين قبل أن يحاولوا اقتحام منزل أحد النواب في إشارة إلى امتعاضهم من غياب دور النائبين ورئيس المجلس الولائي المنحدرين من المنطقة عن هموم السكان، وقد انتقلت السلطات المحلية إلى عين المكان على رأسهم والي الولاية الذي وقف على حجم الدمار الذي خلفته الاحتجاجات إلى جانب رئيس دائرة سيدي لخضر ورئيس بلدية حجاج في الوقت الذي عززت قوات الدرك الوطني تواجدها. وقد تميز احتجاج شباب بلدية حجاج بانتشار إشاعات مفادها وجود حملة مبرمجة لحمل الشباب على الخروج إلى الشارع عن طريق الوسائط المعلوماتية كالأنترنت حيث عرضت على صفحات الفايسبوك بعض صور الدمار الذي لحق بوسط البلدية بعد ساعات فقط من اندلاع حملة الشغب.