عادت الخلافات بين مختلف التنظيمات الطلابية بجامعة باتنة لتلقي بضلالها على الأحداث التي شهدتها الجامعة في الفترة الأخيرة، وجعلت الطلبة متخوفين من انعكاسات هذا الصراع بشكل سلبي على الدور الأساسي للتنظيمات، وهو تمثيل الطلبة ومحاولة رفع مشاكلهم إلى الإدارة، خصوصا وأن البوادر تنبئ بموسم ساخن شبيه بالموسم المنقضي من حيث كثرة الاحتجاجات والإضرابات التي مست شتى الكليات، حتى تلك التي كانت في منأى عنها ككليتي الطب والصيدلة. بدأت الاحتجاجت مبكرا هذا الموسم بجامعة باتنة، وأن الطلبة سارعوا إلى إعادة تذكير الإدارة بالمطالب التي رفعوها السنة الماضية، إلى جانب طرح مطالب جديدة خصت الشروط الواردة في مسابقات الماجستير، قبل أن تنتقل "سخونة" الدخول الجامعي إلى التنظيمات الطلابية، بعد أن قام مؤخرا مجموعة من المنتمين إلى "المنظمة الوطنية للتضامن الطلابي" بالمطالبة برحيل نائب رئيس الكلية المكلف بالبيداغوجيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، واستعملوا القوة لإجبار الإدارة على تنفيذ مطلبهم، إذ أقدموا على غلق أبواب الإدارة، ومكتب النائب تحديدا، من أجل حمله على الرحيل. وهو ما أدى إلى تحركات مضادة من طرف طلبة ينتمون إلى "التحالف من أجل التجديد الطلابي" الذين عارضوا رحيل النائب ودخلوا في مشادات واحتكاكات جسدية مع الجناح الآخر تسببت في جرح عدد من الطلبة من الجانبين ونقلهم على جناح السرعة إلى المستشفى من أجل تلقي الإسعافات الأولية. وكاد الأمر يتحول إلى انزلاق خطير داخل الحرم الجامعي لولا تدخل أعوان الأمن في الوقت المناسب. ويؤكد مجموعة من الطلبة العارفين بشؤون التنظيمات أن الخلاف بينها متشعب وقديم، وما مطلب رحيل النائب إلا القطرة التي أفاضت الكأس، كما أن كل جناح من التنظيمين المذكورين تقف وراءه تنظيمات أخرى يسعى ممثلوها إلى تصفية حسابات شخصية وضيقة على حساب الدور الحقيقي، وهو المساهمة في الرقي بالتحصيل العلمي وبناء المجتمع المستقبلي انطلاقا من الجامعة. ويذكر أن أول أمس شهد عودة الصراع بين التنظيمين المذكورين عندما صعّدت المنظمة الوطنية للتحالف الطلابي من احتجاجها ونقلته إلى رئاسة الجامعة، إذ قامت مجموعة من الطلبة بغلق مدخل مقر رئاسة الجامعة ورفع جملة من المطالب البيداغوجية. وقد منع المحتجون الموظفين من الالتحاق بمناصب عملهم، ما استدعى تدخل عميد الجامعة للتحاور معهم.