فتحت مصالح أمن عنابة، نهاية الأسبوع الماضي، تحقيقات معمقة في ملف نشاط شبكة دولية مختصة في تهريب النحاس إلى دولتي المغرب وتونس، حيث تمكنت هذه العصابات من سرقة الأطنان من الكوابل النحاسية، خاصة على مستوى ولايات عنابة والطارف وڤالمة بشرق البلاد. وحسب مصادرنا فإنه تم استرجاع نحو 80 طنا من الكوابل النحاسية التي تعرضت للسرقة من طرف هذه العصابات المجهولة والتي تمكنت من الاعتداء على مواقع خاصة بالسكك الحديدية والتجمعات السكانية الكبرى، وحتى الشركات الصناعية المعروفة بالولاية، منها منطقة بوشي بالحجار ومنطقة النشاط الصناعي المكثف برحال. تحرك المصالح الأمنية بعنابة جاء على خلفية التقارير السوداء التي رفعتها مديريات سونلغاز واتصالات الجزائر والتي تفيد، حسب المعطيات المقدمة، بتسجيل أضرار جسيمة خاصة بعد إقصاء نحو 30 ألف عائلة من الكهرباء وخدمة الهاتف، وقد شملت مناطق حجر الديس وسيدي عمار، وادي زياد وعنابة وسط والبوني، الأمر الذي ساهم في عزلة المتضررين عن العالم الخارجي، بالاضافة إلى المجالس البلدية والتي دخلت هي الأخرى في دوامة نقص في شبكة الاتصال الداخلية، وهي القضية التي تعمل عليها المصالح الأمنية من أجل الاطاحة بالشبكات التي تنشط على مستوى الشريط الحدودي للولايات الشرقية المهددة بالاعتداء العشوائي على مراكزها الرئيسية الخاصة بالتمويل بالكهرباء والاتصالات، علما أنه وحسب ما ورد من طرف المصادر الأمنية فإن أطنان الكوابل النحاسية تهرب نحو دول الغرب وحتى تونس والتي تحولت إلى مركز عبور لتحويل كل السلع القادمة من الجزائر. ولاحتواء الأوضاع أفرجت مصالح أمن عنابة عن مخطط أمني جديد من شأنه تضييق الخناق وإحباط نشاط هذه الشبكات والتي يمتد نشاطها على طول الحدود الجزائرية.