أكدت فرنسا أنها تدرس الطلب الذي تقدم به وزير الدولة لشؤون الآثار، محمد إبراهيم، للمساهمة في إعادة ترميم مبنى معهد مصر “المجمع العلمي” الذي أسسه نابليون بونابرت، والذي تم إحراقه أثناء المواجهات الحالية في ميدان التحرير. وقال برنار فاليرو، الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، إن باريس ستتلقى طلبات الدعم المصري وستبحث بروح الصداقة التي تربط فرنسا ومصر إمكانية تلبية هذه الطلبات، مؤكدا في الوقت ذاته أن تدمير معهد مصر هو مأساة بالنسبة للثقافة العالمية، ويدل على الأخطار الجسيمة التي يتعرض لها التراث الإنساني المصري. كما عبرت المفوضة العليا في الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، عن “صدمتها” إزاء أعمال العنف الأخيرة في شوارع القاهرة والتي راح ضحيتها 12 قتيلا ومئات الجرحى. وقالت بيلاي، في بيان لها من جنيف، إن “صور المتظاهرين، ومن بينهم نساء، وهم يتعرضون للضرب والاعتداء لفترة طويلة، بعد عدم إظهارهم أي مقاومة، تثير صدمة كبيرة”. وتابعت قائلة: “لقد رأينا أشخاصا على الأرض من دون حراك يتلقون ضربات بواسطة عصي على رؤوسهم وأجسادهم”، معتبرة أن “هذه أعمال غير إنسانية وتهدد حياة المتظاهرين ولا يمكن تبريرها بحجة إعادة الأمن”. و عليقا على تطورات الأحداث الأخيرة في مصر، أدان بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة، استخدام قوات الأمن المصرية القوة المفرطة بعد ثلاثة أيام من المعارك مع المحتجين المطالبين بإنهاء الحكم العسكري. وقال مكتب بان، في بيان صدر أمس: إن الأمين العام للأمم المتحدة “يشعر بقلق بالغ بسبب الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن ضد المحتجين، ويدعو السلطات الانتقالية إلى التصرف بضبط النفس ودعم حقوق الإنسان، بما في ذلك حق الاحتجاج السلمي”. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إنها تشعر “بقلق عميق” بشأن استمرار العنف في مصر. وأضافت كلينتون في بيان “أشعر بقلق عميق بشأن التقارير المتواصلة عن العنف في مصر”. وحثت قوات الأمن المصرية على احترام وحماية الحقوق العالمية لكل المصريين، بما في ذلك حقا التعبير السلمي عن الرأي والتجمع. وأضافت: “على هؤلاء الذين يحتجون أن يفعلوا ذلك سلميا، وأن يمتنعوا عن القيام بأعمال عنف. ومشاعرنا مع عائلات من قتلوا أو جرحو”. وأدانت فرنسا ما اعتبرته “الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين في مصر”، داعية إلى ضبط النفس واحترام حرية الرأي والتعبير. ميدانيا، تفيد أنباء القاهرة أن حالة من الهدوء الحذر تسود حاليا ميدان التحرير، بعد انسحاب قوات الأمن والشرطة العسكرية المصرية منه باتجاه شارعين مجاورين، وسيطرة المتظاهرين على الميدان مرة أخرى. وكانت تقارير سابقة أفادت بسقوط 3 قتلى برصاص حي وإصابة عشرات الأشخاص بجروح، لدى تجدد الاشتباكات في ميدان التحرير في ساعة مبكرة من فجر أمس، وذلك لليوم الخامس على التوالي.