تقارير مغلوطة وقوائم وهمية بأسماء مشتركي الثابت والشبكة العنكبوتية تحصّلت ”الفجر” على نسخ من فواتير هاتف وأنترنت لزبائن وهميين محرّرة من طرف الوكالات التجارية ل ”اتصالات الجزائر” بالجزائر العاصمة وشهادات وفاة تثبت موت الأشخاص المراسلين بها في الوقت الذي لم تقم فيه المديرية العامة لحد الساعة بشطبهم من قائمة المشتركين التي تتضمن ما يقارب 3 ملايين زبون للهاتف الثابت. استغرب عدد من أقرباء زبائن اتصالات الجزائر من عدم إطلاع المديرية العامة للمجمّع العمومي والوكالات التجارية بالجزائر العاصمة وبقية الولايات على وفاة عدد كبير من مشتركيها وشطبهم من قائمة الزبائن، رغم أن هؤلاء قد تم تسجيل وفاتهم على مستوى البلديات والهيئات المعنية بذلك، حيث لا تزال المجموعة العمومية تحصي العديد من الزبائن الوهميين الذين لا يوجد لهم أثر على أرض الواقع بعد أن أصبحوا في عداد الموتى. وقال زبائن اتصالات الجزائر الذين التقتهم ”الفجر” :”كيف تعجز مؤسسة عمومية مثل اتصالات الجزائر أن تعرف أن زبائن الهاتف الثابت وحتى الأنترنت المسجلين لديها قد توفّوا” في حين أسرّت مصادر مطلعة من القطاع أن ”عددا كبيرا منهم قد غادروا الحياة منذ فترة ليست بالهيّنة، وبالرغم من ذلك لا تزال فواتير الهاتف تصلهم بشكل دوري ومنتظم” دون أن تتفطّن المجموعة العمومية إلى أن هؤلاء الزبائن يعتبرون في عداد الموتى. وغير بعيد عن ذلك، تحصلت ”الفجر” على استدعاءات وفواتير هاتف ”بأسماء أشخاص متوفين وموتى منذ سنوات لا تزال اتصالات الجزائر تراسلهم بها وتطالبهم بدفع مستحقات الهاتف وتلزمهم بالتقرب من الوكالة الأقرب إليهم لتسوية وضعيتهم” مع العلم أن المجمّع العمومي لخدمات الهاتف الثابت والنقال والأنترنت لا يزال يجهل حقيقة وفاة أصحاب هذه الخطوط ولم يقم بشطبهم من قوائم المشتركين. وفي هذا السياق، كشفت وثائق رسمية تحصلت ”الفجر” عليها عن مراسلات بين وكالات اتصالات الجزائر وزبائن توفيوا قبل سنوات لا تزال هذه الأخيرة تتابعهم لدفع فواتير الهاتف والأنترنت رغم انقطاع خدماتها عنهم منذ مدة ووفاة الأشخاص الذين تمت مراسلتهم بها. وحسب الفواتير المنشورة أعلاه، تتابع وكالة اتصالات الجزائر المدعو ”أحمد.ك” والمتوفّى سنة 2008 لإلزامه بدفع فاتورة الهاتف الخاصة بالفترة الممتدة بين 1 سبتمبر 2011 و31 أكتوبر 2011 وتسديد الديون المستحقة ضدّه. ورغم وفاة المشترك لم تقم اتصالات الجزائر بشطب اسمه من قائمة زبائنها وتحويل خطّه لأفراد عائلته أو توقيفه بشكل نهائي، وهي حالة من بين العديد من الحالات التي سجّلتها ”الفجر” الأمر الذي يتسبّب في خلق زبائن وهميين على مستوى المجمّع العمومي ويجعل إحصائيات عدد مشتركي الهاتف الثابت مغلوطة نتيجة مشتركين لا أساس لهم من الوجود. في حين ”مسّت هذه الظاهرة حتى زبائن الأنترنت والشبكة العنكبوتية” حسب ذات المصدر. تجدر الإشارة إلى أن وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي كان قد كشف في تصريحات سابقة عن قوائم وهمية لزبائن اعتمدوا وثائق هوية مزورة للحصول على خدمات الهاتف والأنترنت باتصالات الجزائر، مؤكدا أن هؤلاء كلفوا المجمّع خسائر ضخمة تجاوزت ال 1000 مليار سنتيم.