يتناول الكتاب والباحث، أحمد دلباني في عمله الصادر حديثا عن منشورات ”التكوين”، السورية، والذي وسمه ب”قدّاس السقوط”، عدد من المقالات النقدية والمراجعات لفترة ما بعد الربيع العربي الذي غيّر مسار الكتابة الفكرية والأدبية وطريقة التناول أيضاً. وعبر صفحات عمله التي قاربت ال180 صفحة من الحجم المتوسط، حاول دلباني أن يقدم نظرته النقدية لكتابات ما بعد الربيع العربي وتأويلاته الخاصة بهذا الواقع، حيث يرى الكاتب أنّ مشكلتنا تكمن في وصفنا عربا ومسلمين، وفي أننا لم نشهد قتل الأدب في ثقافتنا وإنما أعدنا إنتاجهُ في أشكال جديدة من الأصولية العقائدية والانغلاق الإيديولوجي المذهبي، الذي اعتقلَ العالم والحقيقة في شباك النظرية والكلمة الأولى التي ادَّعت أنها تعلو على وقائعية العالم وفجائيته”، ويضيف دلباني ”هذا ما دفع بي إلى الحديث عن خطر الثورة السياسية في ظل غياب الثورة الثقافية والعقلية التي تناوش قلعة الواقع وتُفكك سلطة المرجعيات المُتآكلة، دون ذلك تبقى بيوتنا مُشرعةً دائماً لضيوفها من الآلهة التي ترفض أن تموت”. يذكر أنّ دار التكوين سبق لها وأن نشرت للكاتب عدّة أعمال أخرى أهمها كتابه الموسوم ب”سفر الخروج”، حيث يعد أحمد دلباني أحد أهم الباحثين الجزائريين والعرب المهمين بالنقد الفكري والأدبي والسياسي، وقد أصدر في هذا الصدد ثلّة من الدراسات النقدية والأدبية والفكرية التي لاقت نجاحا معتبراً في الوسط الفكري الجزائري والعربي.