بعد أقل من ثلاثة أيام من الزيارة التي أداها ممثلو بعثة الاتحاد الأوروبي إلى الجزائر، لتشخيص أولي عن التحضيرات للانتخابات التشريعية المقبلة، سيحل اليوم الأحد وفد آخر عن جامعة الدول العربية في نفس المهمة التي تعد اختبارا حقيقيا لتجاوز التزوير وتحقيق نسب مشاركة مشرفة أمام المجتمع الدولي. ومن المقرر أن يصل اليوم وفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالجزائر في مهمة الاستفسار والتقييم الأولي للاستعدادات التي تقوم بها الحكومة الجزائرية للانتخابات التشريعية المقبلة المزمع إجراؤها يوم 10 ماي المقبل. ويقود الوفد، السفير علي جاروش، الذي يشغل منصب مدير الإدارة العربية بالجامعة، ومن المقرر أن تستغرق الزيارة عدة أيام، حسب ما أوردته وسائل إعلامية عربية أمس، نقلا عن مسؤولين في الجامعة العربية. ويشمل برنامج الزيارة إجراء الفريق الممثل للجامعة العربية مباحثات، مع المسؤولين الجزائريين حول الاستعدادات الخاصة بالانتخابات التشريعية والاستماع إلى المسؤولين الجزائريين. وقال جاروش، في تصريحات خاصة، قبيل مغادرته القاهرة، أن هذه الزيارة تندرج في إطار مشاركة الأمانة العامة للجامعة العربية وفريق من خبرائها في ملاحظة هذه الانتخابات واستكشاف الترتيبات الخاصة بها. وأبرز رئيس الوفد أن زيارة وفد الجامعة العربية مهمة جدا، بالنظر إلى تزامن إجراء الاقتراع الانتخابي ووضع جد مميز تشهده المنطقة العربية برمتها بسبب الثورات العربية، وتوقع أن تساهم الانتخابات المقبلة في تعميق الإصلاح وإرساء قواعد الديمقراطية. وكشف علي جاروش عن أن وفد الجامعة العربية سيجري سلسلة من اللقاءات والمشاورات المكثفة مع كبار المسؤولين الجزائريين تشمل رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى، ورئيس المجلس الدستوري، بوعلام بسايح ، ووزراء الداخلية والعدل والمسؤولين عن الانتخابات. وتندرج الزيارة التي سيؤديها وفد الجامعة العربية تلبية للدعوات التي وجهتها الجزائر بأمر من رئيس الجمهورية إلى تمثيليات المجتمع الدولي لزيارة الجزائر للتقصي عن شفافية الانتخابات المقبلة والترتيبات الخاصة بذلك، وهذا في إطار تلبية نداءات المعارضة من جهة والانفتاح الذي تبنته الجزائر لإشراك المراقبين الدوليين من جهة أخرى.