تعرف عملية إعداد القوائم الانتخابية لحزب جبهة التحرير الوطني تذمرا غير مسبوق من قبل المناضلين الشباب الذين يتحدثون عن ازدواجية خطاب الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم، الذي مافتئ من جهة يطالب الشباب بالتقدم والانخراط في صفوف الحزب كونهم مستقبل الأفلان ومن جهة يقوم باشتراط 10 سنوات انخراطا في صفوف الحزب مقابل الترشح في القوائم الانتخابية للحزب. تعيش القاعدة النضالية لحزب جبهة التحرير الوطني على وقع الاحتجاجات والتذمر بسبب الطريقة التي تم اعتمادها من قبل القيادة في عملية انتقاء واختيار المترشحين للانتخابات التشريعية المقبلة حيث يرى المناضلون الشباب أن “الحزب عاد لممارساته القديمة التي لا تعكس الخطاب الذي كان يتغنى به الحزب في السنوات الأخيرة والذي كان يدعو فيه الشباب للانخراط في صفوفه والنضال من أجل الاستيلاء على الأماكن القيادية”، لكن هؤلاء الشباب أكدوا أن “هذه الشعارات كانت موجهة للاستهلاك حيث تم إقصاء كل الطاقات الشبانية التي لم تتجاوز مدة نضالها في صفوف الحزب 10 سنوات رغم قدراتها العالية”. واستنادا إلى المعلومات المتداولة وسط هؤلاء فإن “بلخادم اتخذ فندق الأروية الذهبية مقرا للجنة الوطنية المكلفة بإعداد القوائم الانتخابية حيث يتم هناك دراسة ملفات الراغبين في الترشح وإعداد القوائم الانتخابية لجميع ولايات الوطن”. ونقلت مصادر على صلة بعملية تحضير الانتخابات أن “اتفاقا وقع بين بلخادم وصالح قوجيل عن التقويميين من أجل إدماج عناصر التقويمية ضمن قوائم الأفلان وترتيبهم ضمن المراتب الأولى في جميع القوائم الانتخابية إلا أن العديد منهم رفضوا المقترح وفضلوا الترشح في قوائم حرة على غرار عبد الحميد قارة، الوزير السابق الذي رفض مقترح الانضمام إلى قائمة الأفلان خوفا من عدم تصنيفه في المركز الأول، إلا أن الحديث يجري عن عودة الوجوه القديمة إلى الواجهة من خلال تصدر الوزراء الحاليين وبعض القدامى بالإضافة إلى نواب حاليين وسابقين لمختلف قوائم الحزب عبر جميع ولايات الوطن وبالتالي تأجيل تسليم المشعل إلى الشباب الذين يبدو أن العديد منهم قرروا هجرة الحزب والترشح ضمن قوائم أحزاب جديدة أو قوائم حرة. يحدث هذا في الوقت الذي يتحدث فيه بلخادم عن استلام الحزب لأكثر من 4300 ملف ترشح من مختلف محافظات الوطن ودعا الشباب إلى الانخراط بقوة والمشاركة في صنع مستقبل الحزب والمساهمة في بنائه، لكن تم إقصاء كل هذه الفئة التي كانت ترغب في الترشح والتبوؤ لمناصب المسؤولية التي دعاها بلخادم إلى الاستيلاء عليها قبل أن يقطع الطريق في وجهها.