ناشد سكان حي الحفرة الفوضوي، الكائن ببلدية المكان الجميل في العاصمة، السلطات المحلية ضرورة الالتفات إلى وضعيتهم السكنية وتخليصهم من الكارثة الإيكولوجية والاجتماعية، كما وصفوها، التي تهدد أمن وسلامة حياتهم بهذا الحي. وقد عدّد السكان جملة من المشاكل التي يعانون منها، أولها البيوت الفوضوية التي ما لبثت أن اتسعت رقعتها عبر المساحة الأرضية التي تقع على ضفة الوادي وخلف المفرغة العمومية للسمار، هذه الأراضي الزراعية التي غزاها سكان من مختلف جهات الوطن، أين بلغ عدد البيوت الفوضوية بهذا الحي أزيد من 1300، وهذا حسب المعطيات التي قدمها رئيس لجنة الحي ل”الفجر”، بالإضافة إلى مشكل المياه الصالحة للشرب وقنوات الصرف الصحي التي تكبد هؤلاء السكان مبالغ كبيرة لإنجازها على حسابهم الشخصي وسط أزقة الحي الضيقة جدا نظرا لتراص البيوت، ناهيك عن انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة خاصة في فصل الشتاء. كما يشتكي هؤلاء السكان من خطر الأوبئة والأمراض التي تحاصرهم من كل جانب، بدءا بالرطوبة العالية التي تعم البيوت القصديرية، حيث أكد عدد من سكان حي الحفرة الفوضوي إصابة على الأقل فردين من أسرته بأمراض الحساسية الشديدة أوالربو، ناهيك عن تعرض بعض المقيمين بهذا الحي إلى الإصابة بمرض تلوث الدم بالميكروبات، نتيجة مرور وادي الحراش أمام منازلهم، حيث تم تشييد عدد كبير من هذه البيوت على ضفافه. فيما يتخوف السكان خلال فصل الشتاء من خطر فيضان الوادي المحاذي لهم جراء امتلائه عن آخره بمياه الأمطار، والذي قد يجرف الكل معه، بالإضافة إلى المفرغة العمومية لوادي السمار وما ينجم عنها من روائح كريهة، ويزداد ضررها كل ليلة عندما يقوم عمال المزبلة بحرق القمامة ويتصاعد الدخان الكثيف ويخنق السكان، خاصة منهم المصابين بأمراض الصدر والحساسية. ويضاف إلى هذه المشاكل الصحية الخطيرة التي يعاني منها هؤلاء خطر مادة الأميونت التي تعلو منازلهم بمترين أو ثلاثة، والذي تسبب في موت أحد نساء الحي منذ فترة قصيرة. كما حدثنا رئيس لجنة الحي عن أول مشكلة صادفت السكان، وكانت تخص الصغار، حيث رفضت السلطات المحلية استخراج شهادة الإقامة بالنسبة لسكان الحي باعتبار البلدية لم تعترف بهم، حيث كاد يحرم حوالي 350 تلميذ من الدخول المدرسي عام تشييد هذا الحي سنة 2002، لو لم يتدخل أعضاء لجنة الحي ويحلون الإشكال. وكان الوالي المنتدب للحراش طالب من رئيس لجنة الحي أن يقدم قائمة لكافة سكان الحي، أحصي على ضوئها 970 بيت قصديري يستحق الترحيل، فيما يعد الباقون متحايلون لنيل شقق هم ليسوا بحاجة إليها..