أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، أن دول مجلس التعاون قررت إغلاق سفاراتها في دمشق، احتجاجا على ”تمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري”. زودعا نصر الله كل اطراف الأزمة السورية إلى إلقاء السلاح والدخول في حل سياسي. وقال الزياني في تصريح أدلى به من مقر الأمانة العامة للمجلس في الرياض إن ”دول مجلس التعاون قررت إغلاق سفاراتها في دمشق تأكيدا لموقفها الرافض لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل وتصميم النظام على الخيار العسكري وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق”. وطالب الزياني ”المجتمع الدولي باتخاذ مواقف حازمة وعاجلة لوقف ما يجري في سوريا من قتل وتعذيب وانتهاك صارخ لكرامة الإنسان السوري وحقوقه المشروعة”. ويأتي إعلان هذا الإجراء التصعيدي حيال النظام السوري مع دخول الانتفاضة السورية عامها الثاني، الخميس، وسط ارتفاع في وتيرة العنف، وتكثيف الدعوات من منظمات ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان لوقف القتل في سوريا الذي تجاوزت حصيلته بعد سنة تسعة آلاف قتيل غالبيتهم من المدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت مملكة البحرين قررت في وقت سابق الخميس إغلاق سفارتها في دمشق وسحب دبلوماسييها ”نظرا لتردي الأوضاع في سوريا”. وجاء قرار البحرين بعدما أعلنت المملكة العربية السعودية الأربعاء إغلاق سفارتها في دمشق وسحب دبلوماسييها منها. وكان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل قال السبت الماضي في اجتماع وزراء الخارجية العرب في حضور وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف، أن روسيا والصين تمنح النظام السوري ”رخصة للتمادي في الوحشية”. في المقابل، اتهم وزير الإعلام السوري عدنان محمود قطر والسعوية بأنهما ”شركاء العصابات الإرهابية المسلحة” وحملهما مسؤولية ”سفك الدماء” في بلاده. وفي سياق آخر دعا إرهاب العام لحزب الله حسن نصرالله جميع الأطراف في سورية إلى إلقاء السلاح والدخول في حل سياسي. وقال نصرالله في حفل تخريج طلاب من حزب الله ”ندعو الجميع إلى مراجعة تؤدي بكل موضوعية إلى النتيجة التالية: في سورية لا يوجد إلا حل سياسي” يقوم على ”إلقاء السلاح بشكل متزامن وضمن آلية متفق عليها للدخول في حل سياسي واضح”. وقال نصرالله الذي كان يتحدث عبر شاشة عملاقة أمام حشد من الطلاب في قاعة في الضاحية الجنوبية لبيروت ”نحن خائفون على سورية، خائفون على المنطقة من خطر التقسيم، من الحرب الأهلية، من الفوضى، من إضعاف سورية بما تمثل في الصراع القومي الإسرائيلي ومن سند حقيقي لحركات المقاومة في المنطقة”. وأشار إلى أن عدم التوصل إلى حل سياسي يعني ”المزيد من النزف والتعب والإرهاق”. وأكد نصرالله أن ”من يريد أن يدمر سورية أو أن يسقط النظام بأي ثمن لن يستطيع أن يفعل ذلك”. وأشار إلى أن مصلحة اللبنانيين ”كوطن ودولة وشعب أن يكون هناك هدوء واستقرار وأمن وحل سياسي في سورية. أما آليات الحل السياسي ومضمونه ومجالات الإصلاح، فهذا شأن يتفق عليه السوريون”. ورأى نصرالله أن التطورات الأخيرة في سورية ”تثبت أن الرهان على سقوط النظام وانشقاق الجيش وعلى حرب طائفية وتدخل عسكري خارجي (...) لن يؤدي إلى نتيجة”. وأضاف ”هناك شعب في سورية يريد الأصلاح ولا يريد التقسيم ولا الحرب الأهلية ولا الحرب الطائفية ولا يريد أن يكون عرب خيانة ولا عرب اعتدال، بل عرب مقاومة. نحن مع هذا الجزء من الشعب”. وكان نصرالله أعلن أكثر من مرة منذ بدء الاضطرابات في سورية في منتصف مارس 2011 أنه يدعم النظام، بسبب وقوف هذا النظام في مواجهة ”المؤامرة الأمريكية الصهيونية” على المقاومة في لبنان والمنطقة.