كشفت مصادر طبية أن أزيد من 50 بالمائة من العمليات الجراحية، بما فيها المستعجلة، مؤجلة لإشعار آخر، بسبب الندرة الحادة في مادة الأكسجين الضرورية لإنقاذ حياة المرضى. تعرف قاعات الاستعجالات في بعض المراكز الصحية عبر العديد من ولايات الوطن نقصا حادا في مادة الأكسجين، بسبب ندرة المحلول الكيميائي الذي يدخل في صناعتها. في هذا الشأن كشفت مصادر حسنة الاطلاع ل”الفجر” أن أزيد من 50 بالمائة من العمليات الجراحية، بما فيها المستعجلة، مؤجلة بسبب نقص الأكسجين، ما خلق حالة طوارئ بمصالح الجراحة وكذا الاستعجالات، مرجعين سبب ذلك إلى ندرة المحلول الكيميائي الذي يدخل في صناعتها، نظرا لاستيراده من الخارج، باعتبارأن هذه المادة ضرورية للغاية، ويحتاج إليها المريض أثناء خضوعه لأي عملية جراحية، وهو ما زاد من توتر الوضع وتسبب في مضاعفات خطيرة للمرضى، خاصة النساء الحوامل على وشك الولادة، والرضع حديثي الولادة. وفي السياق ذاته، قالت مصادرنا إن ندرة الأكسجين تزداد يوما بعد يوم، ناهيك عن نقص قناع الأكسجين الذي يتداول عليه المرضى في آن واحد، خاصة في حال قدوم عدة حالات في نفس الوقت وكلها تستدعي التدخل العاجل، حيث يترددون على مصالح الاستعجالات لمعالجة حالات الحمى والتسممات الغذائية وكذا مختلف التشنجات. وفي هذا الإطار، أضافت ذات المصادر “أن الأطباء يتعرضون لمضايقات، خاصة الفرق الطبية المناوبة، من طرف أهل المرضى الذين يتفاجأون بندرة الأكسجين، محملا وزارة الصحة مسؤولية ما يحدث من ندرة في مادة الأكسجين التي تعرفها اغلب المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف أنحاء الوطن منذ شهور”، مطالبين السلطات العمومية، وفي مقدمتها الوزارة الوصية، بضرورة التدخل العاجل لتوفير كميات كبيرة منه في أقرب الآجال لتغطية النقص الموجود”. وأشار مصدر طبي إلى أن مشكل ندرة الأكسجين ما هو إلا تحصيل حاصل لمشكل ندرة الدواء في الجزائر، مشيرا إلى أن هذه الحالة ستشكل أزمة حقيقية وستطال مستقبلا جميع الأدوية في حال بقائها على حالها.