لم تنتظر الحركة الإسلامية المسلحة بشمال مالي التي تقف وراء اختطاف دبلوماسيين جزائريين مطولا لإعلان فرض تعاليم دينية على الشارع المحلي، ما ينبئ ب”أفغنة الساحل” في وقت تقف مالي عند مفترق ثلاث حركات جهادية تعمق من تأزيم الوضع الأمني المتردي. وفور اختطاف القنصل الجزائري وستة من معاونيه وجهت المحطات الإذاعية في مدينة تمبكتو شمال مالي نداء يدعو إلى ارتداء الفساتين والتنورات التي تتناسب مع الزي الشرعي؛ حيث سيطرت عليها الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا التي أعلنت انشقاقها عما يعرف بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” أحد أذرع القاعدة الأم في أفغانستان. ويكشف الناطق الرسمي باسم حركة تحرير أزواد بشمال مالي، هاما أغ سيد أحمد، وقوف “الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا” وراء عملية اختطاف القنصل الجزائري وستة من معاونيه في منطقة “غاو”، وقال هاما سيد أحمد أغ إن “عملية اختطاف القنصل الجزائري في غاو تمت من قبل جهاديين يطلقون على أنفسهم الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا”، مضيفا أن حقيقة هذه الحركة هو أنها مسيّرة من قبل “بارونات وتجار المخدرات في المنطقة”، علما أن هذه الحركة تقف أيضا وراء العمل الإجرامي الذي استهدف مقر الفرقة الولائية للدرك الوطني في مدينة تمنراست بتاريخ 3/ 3/ 2012 وأدى إلى وقوع عدد من الجرحى. للتذكير فإنّ “أنصار الدين”، هي حركة دينية يقودها إياد أغ غالي، وهو أحد قادة الطوارق التاريخيين، خاض القتال ضد حكومة مالي في تسعينيات القرن الماضي مع “الحركة الشعبية للأزواد”، وبعد عام من المعارك تقريبا دخل المتمردون الطوارق في صلح مع حكومة بماكو بوساطة إقليمية، ليتقلد أغ غالي مناصب حكومية كان بينها منصب قنصل عام لدولة مالي بالمملكة العربية السعودية.