أجمع عدد من الخبراء والإعلاميين ورجال القانون والاقتصاد أن المغرب العربي الكبير موحد طبييعيا وتاريخيا في انتظار تجسيده سياسيا واقتصاديا لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة، كما أكد الوجه التاريخي المغربي، محمد بوسعيد، أن مجازر 8 ماي 1945، كان منعطف بروز الفكر التحرري بالمغرب العربي. عدد الحضور من مختلف فعاليات المجتمع الجزائري والمغربي، أمس، في ندوة النقاش الذي نظمتها كنفدرالية إطارات عمال المالية والمحاسبة بعنوان "بناء المغرب العربي الكبير" أسباب إخفاقات ظهور صرح مغاربي في عصر التكتلات والتحديات على جميع الأصعدة خاصة الاقتصادية والسياسية، حيث كانت البداية بالدكتور لعميدي، مدير معهد "أنزيم" الذي أبرز في مداخلة أن المغرب العربي سيعرف مزيدا من المشاكل الاقتصادية على غرار معظم دول العالم وبالتالي فإن دول المغرب مخيرة، حسب المتحدث، بين وقف تصدير المحروقات أو التحول الى مستورد للطاقة بإمكانيات ضعيفة. وأعاب نفس المتحدث على انعدام تكامل وسياسة اقتصادية موحدة لبلدان المغرب العربي ودليله في ذلك أن المبادلات التجارية بين دول المنطقة من أضعف المبادلات وهو مايؤدي إلى فقدان 500 ألف وظيفة مباشرة، وهو نفس ماذهب إليه حسان خليفاتي، الرئيس المدير العام لمؤسسة "أليانس للتأمينات"، مبرزا أن تجاهل إقامة منطقة التبادل الاقتصادي الحر بين الدول المغاربية سيزيد من الانعكاسات السلبية على دول المغرب. وفي الشق التاريخي، اعتبر محمد بوسعيد أن المجازر الاستعمارية التي وقعت بالجزائر في ماي 1945 كان شرارة الفكر التحريري بكل دول المغرب العربي لاسيما المملكة المغربية، وهو ماذهب إليه حسين زهوان، رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان. وفي الشق السياسي، قالت فيصل أمنير، الأمينة الوطنية للحزب الاشتراكي المغربي، إنه يتعين على دول المنطقة الدفاع عن المكتسبات التي حققتها خاصة ما تعلق بالحرية وصد التيارات الاسلامية الرجعية التي تمولها السعودية ماديا، حسب نفس المتحدثة، مضيفة أنه يتوجب على شعوب المنطقة ألا تخاف من هذه التيارات من خلال توسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار.