حذر تنظيم ما يعرف بالقاعدة فرعه بالساحل من مغبة الدخول في حرب مع حركة الأزواد، ودعاه إلى "تجنب قدر المستطاع الصدام مع الحركة والابتعاد عن استعدائها قدر الإمكان"، وشدد على "بذل الجهود في محاولة لكسبهم" لتحقيق ما أسماه ب"المشروع الإسلامي"، في وقت أعلنت فيه حركة تحرير الأزواد الحرب على أتباع الأعور. وحسب مصادر إعلامية فإن قيادي من القاعدة الأم كشف في تسجيل صوتي وجهه إلى قادة كتائب تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الأربعة الناشطين بشمال مالي، عن الانشقاقات الكبيرة الحاصلة بينها وبين التنظيم الأم قائلا "لنتعاون ولننسق فيما بيننا لتحقيق القواسم المشتركة التي نتفق عليها ولنتجنب تعميق الخلافات لأنه ليس من مصلحتكم ولا مصلحتنا حدوث ذلك". ووجه التسجيل الذي تبلغ مدته 11 دقيقة - والذي أكدت بعض المصادر أن من يتحدث فيه هو أحد قادة تنظيم "القاعدة " الأم دون تحديد هويته - بعض النصائح للجماعات المسلحة في الساحل، معتبرا أن ما أسماها ب"انتصارات وفتوحات إخواننا في حركة أنصار الدين بمدينة كيدال وغاو وتمبكتو نصر تاريخي وظفر غير مسبوق"، موجها تحية إلى "إياد أغ غالي" زعيم حركة أنصار الدين. وتعتبر هذه التصريحات الأولى من نوعها من طرف القاعدة الأم على حركة أنصار الدين التي تشكلت منذ عدة أشهر فقط والمتهمة بربط صلات وثيقة مع تنظيم ما يعرف بالقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وفي نفس السياق يقول المتحدث في ذات التسجيل إنه "حتى لا تزداد الأمور على حركة أنصار الدين فمن الحكمة أن يمرر عناصر القاعدة كل نشاطاتهم الميدانية المتعلقة بمشروع تطبيق الشريعة على إقليم أزواد تحت غطاء حركة أنصار الدين وأن يبقى غطاء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي محصورا على نشاطنا في الجهاد العالمي". واعتبر القيادي في القاعدة أن ما يشهده شمال مالي "فرصة تاريخية ولن تتكرر لإنجاح مشروع إقامة الدولة المسلمة"، مشيرا إلى الإخفاقات التي مني بها التنظيم منذ إنشائه قائلا "التجارب السابقة قد علمتنا بما حملته من إخفاقات مريرة أنه إن لم يكن المجاهدون في مستوى التحدي وإن لم يتحلوا بالنضج الكافي من الناحية الشرعية والسياسية والأخلاقية فستضيع الجهود".