قال المخرج عبد الرزاق هلال إن العمل الوثائقي الموسوم ب”المصباح السحري” الذي أنتجه مؤخرا، يتناول عبر أطواره مراحل الاحتلال الفرنسي للجزائر ابتداء من سنة 1830 إلى غاية فترة الاستقلال بطريقة نقدية، يقصد منها كشف الحقائق وفضح الممارسات المشبوهة التي طالت تزييف الوقائع الحقيقية للتاريخ الجزائري الطويل. عن الموضوع أوضح المخرج عبد الرزاق هلال، في حديث جمعه ب”الفجر”، أن العمل الذي شارك به في فعاليات الطبعة الأولى لفعاليات بانوراما الفيلم الثوري بمستغانم خلال الأسبوع الفارط، يأتي إنتاجه في إطار الذكرى الخمسين لعيد الاستقلال، وبغرض كشف بعض الحقائق التاريخية المجهولة التي عمد الاستعمار الفرنسي إلى إخفائها حتى يتستر على جرائمه ضد الشعب الجزائري، حيث يروي طيلة ساعة وربع الحملة الدعائية الفرنسية على الجزائر قرابة قرن وثلاثين سنة، بأشكال سينمائية يتقدمها الجانب الفني والإعلامي الذي لعب دورا بارزا آنذاك، بدءًا من الصورة الفوتوغرافية المزيفة للأمير عبد القادر، والتي كانت صورة الخائن فرحات بن عباد الذي اكتشف زمالة الأمير بمنطقة قصر الشلالة عام 1834، بالإضافة إلى بعض الوقائع الأخرى التي تدخل ضمن الدعاية الفرنسية المغرضة، على غرار توظيف عديد الرسومات الفنية لرسامين فرنسيين ساهموا بشكل كبير في تزييف الحقائق وتشويه صورة الشعب الجزائري ومقاومته. كما نوه في ذات الصدد أن فرنسا اتخذت هذا الأسلوب بهدف التستر على جرائم الإبادة والاضطهاد المرتكبة في حق شعب أعزل دون مراعاة فئاته العمرية، لاسيما الأطفال والنساء والشيوخ.على صعيد آخر كشف المتحدث أن هذا الوثائقي دامت مدة إنجازه أكثر من سنة انطلاقا من مرحلة جمع المعلومات والبحث والتنقيب في الأرشيف الثوري والتاريخي للجزائر، وصولا إلى عمليات التصوير والتركيب التي دامت عدة أسابيع، نتيجة اعتماده على شهادات حية ممن عايشوا فترة الاستعمار وبالتحديد قبل وبعد الحرب التحريرية، الى جانب شهادات المؤرخين والمهتمين بالثورة، وكذا المقاومة الشعبية والحركات السياسية الوطنية.