طالب عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بفضح الممارسات الاستعمارية، وإدانتها من طرف الدول التي استعمرت والمجتمع الدولي على مستوى هيئة الأممالمتحدة، داعيا الدول الاستعمارية، خاصة فرنسا، إلى تقديم اعتذارها للشعوب عما ارتكبته من جرائم ضد البشرية، حيث أكد ضرورة تحويل المناسبات التاريخية إلى مناسبات لاستحضار التاريخ وإعادة قراءته لتقديم الصورة الحقيقية للجرائم التي ارتكبها الاستعمار. أكد بلخادم، خلال افتتاح أشغال الندوة الوطنية لإطارات التحالف الوطني المنعقدة أول أمس بنزل الرياض بسيدي فرج تحت عنوان »الثورة الجزائرية ..إرادة، إنتصار ووفاء« أهمية كشف الممارسات الاستعمارية، مشيرا إلى أن الاستعمار ليس بالرسالة المقدّسة وإنما هو رسالة قذرة ومؤسسة مرعبة يقصد منها الاغتصاب والاستغلال والتفقير والتقتيل وطمس الهوية، حيث أصر على تقديم إدانة صريحة للاستعمار من قبل الشعوب المستعمرة والمجتمع الدولي على مستوى الهيئة الأممية من أجل تجريم الاستعمار. وأشار الأمين العام للأفلان إلى »أنه من الطبيعي جدا أن يتم الإصرار على مطالبة فرنسا بالاعتذار عن جرائمها الاستعمارية في الجزائر«، مضيفا بأن القانون الدولي حاليا يكثر الحديث عن الجرائم ضد البشرية وجرائم الحرب، وهي أوصاف، كما قال، يمكن إطلاقها على الجرائم الاستعمارية، حيث أكد على أنه »لا يمكن ترك هذه الجرائم تفلت من العقاب حتى ولو كان معنويا«. وشدّد بلخادم على وجوب العمل من أجل مطالبة الدول الاستعمارية بالاعتذار والاعتراف عن جرائمها، حيث تطرق إلى الحديث عن الاستعمار، الذي قال عنه »إنه شيطان قائم بنفسه«، كما أكد على أن الفرنسيين أثبتوا أنهم أشرس المدافعين عن قضية خاسرة ويمجدون الاستعمار، مندّدا بالمحاولات المتكررة والحملات الشرسة التي تعمل على الإساءة للثورة الجزائرية ورموزها، خاصة من خلال القوانين التي تصدر عن البرلمان الفرنسي لتمجيد الاستعمار وإنشاء مؤسسات مهمتها تزييف التاريخ وطمس الحقائق. وفي ذات السياق، أوضح أمين عام الأفلان أنه أصبح من الضروري كقوة سياسية وأسرة ثورية والمجتمع المدني عدم جعل المناسبات الوطنية والتاريخية مجرد ندوات ومهرجانات خطابية، مشددا على ضرورة تحويلها إلى مناسبات تستحضر فيها التاريخ وتتم إعادة قراءته بما يقدم صورة متجددة للمآسي التي ارتكبها الاستعمار والمقاومة الباسلة للشعب الجزائري، مضيفا بأن تكون هذه المناسبات للتعبئة والتجنيد من أجل مواصلة رسالة الشهداء في بناء جزائر عصرية يتمتع جميع أبنائها بالحرية والسيادة. وأضاف بلخادم أن ندوة إطارات التحالف ليست مجرد ندوة عابرة، مؤكدا أنها بداية لمسيرة طويلة ليست محددة بزمن وأنها مؤطرة بمراحل لتواجه التحديات التي قد تفرض مواجهتها بكل الوسائل المتاحة لتعرية أهدافها وكذا الكشف عن كل الممارسات التي لا يمكن أن تصنف إلا في خانة الجرائم ضد الإنسانية، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري لن يطوي الصفحة وسيبقى متمسك بحقوقه حتى تتولى فرنسا الرسمية الاعتذار عن ممارسات فرنسا الاستعمارية، وأضاف قائلا أنه لا يمكن لأحد أن يغير وقائع التاريخ التي وإن تمت محاولات التزييف إلا أنها لن تصمد أمام الحقائق المسجلة والتي تؤكد على صفة الإجرام للاحتلال. وذكر الأمين العام للأفلان أنه بعد 50 سنة من استقلال الجزائر لا زال يعاني سكان الحدود الجزائريةالشرقية والغربية من الألغام التي تحصد الأرواح وتتسبب في العاهات الدائمة، في حين يعاني سكان الصحراء من آثار التجارب النووية الفرنسية، كما اعتبر الاحتفال بعيد النصر المصادف ل19 مارس 1962 يتطلب جعل الذاكرة التاريخية حاضرة على الدوام، حتى تكون الأجيال الصاعدة على بيّنة من التاريخ الذي سجله الآباء والأجداد على معرفة بحقائق الأمور التي هي اليوم عرضة للتزييف والتزوير.