أبو زيد يخضع لأنصار الدين بعد تعنيفه من زعيم التنظيم المسلح كشفت مصادر "الفجر" أن القرار الذي اتخذته التنظيمات المسلحة النشطة بشمال مالي القاضي بتفويض القنصل السابق في السعودية إياد أغ غالي الذي يتزعم جماعة أنصار الدين ليكون على رأس الجماعات قد خلق صراعا داخليا في حركة تحرير إقليم الازواد بين مؤيد ورافض امتد إلى انشقاق جماعة عقدت اجتماعا موازيا للطعن في قرارا رفاقهم. حسب مصادرنا فإن جماعة من حركة الازواد عقدت اجتماعا في 17 من ماي الماضي لإعلان حكومتها التأسيسية وكذا الحرب على تنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، في إشارة الى الرفض المطلق لما جاء في اجتماع تمبكتو الذي تم فيه تفويض زعيم أنصار الدين إياد أغ غالي على رأس المقاتلين في شمال مالي حيث اجتمع ممثلو تنظيم ما يعرف بالقاعدة وهم أمير كتيبة الملثمين مختار بلمختار المدعو الأعور مع الامير الشكلي لإمارة الصحراء نبيل مخلوفي المدعو نبيل أبي علقمة، مع زعيم حركة أنصار الدين إياد أغ غالي وكذا زعيم حركة الجهاد والتوحيد المتورطة في اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين والمدعو شريف ولد الطاهر ومعه مسؤوله العسكري عبد الرحمن ولد عامر، إضافة الى عدد من الأعضاء في حركة الأزواد، واختاروا مدينة تمبكتو لتعيين القنصل المالي السابق في السعودية على رأس التنظيمات. وأضافت مصادرنا أن التنظيمات المسلحة اختارت إياد أغ غالي ليكون زعيما لها باعتباره ينضوي تحت حركة لم تتورط بعد في ارتكاب عمليات إرهابية ولها طابع سياسي يمكنها من نيل الشرعية التي يستحيل أن تمنح لتنظيم يتصدر قائمة أخطر جماعة مطلوبة لدى المجتمع الدولي، في وقت تبقى فيه جماعة أنصار الدين تحت راية القاعدة والواجهة الأمامية للتعامل مع القوى الاخرى، الأمر الذي تفطنت له جماعة من حركة تحرير الازواد التي أعلنت رفضها المطلق لسرقة انتصاراتها وعملها النضالي لنسبه إلى جماعة توصف بأنها إرهابية وأعلن عدد منهم نفض يديه من المتعاقدين بل ودخلوا في اشتباك مسلح مع أنصار الدين قبل أيام. وعلى العموم، انقسمت حركة الازواد إلى جناحين قبل إقناع المجتمع الدولي باستقلالها عن مالي وشرعيتها في نيل حكمها الذاتي وفق المواثيق الدولية؛ حيث ندد كلا من مجدي بوخدة، العضو البارز في حركة تحرير أزواد وحاما أغ محمود وموسى أغ الطاهر ونينا ولت إينتالو ببروتوكول الاتفاق وعبروا عن رفضهم القاطع له، في حين نفى الناطق الرسمي باسم الحركة بكاي حمد أحمد فشل الاتفاق مع حركة أنصار الدين، أما بلال أغ شريف فقد تحفظ في البداية على قرار تفويض أغ غالي. من جهة أخرى، أشارت مصادرنا إلى أن دروكدال اختار الأعور للتفاوض حول تعيين إياد أغ غالي وأرسله إلى تمبكتو التي من المفروض أنها تحت سيطرة أبي زيد، وأرسل معه الامير الشكلي لإمارة الصحراء نبيل مخلوفي المدعو نبيل أبي علقمة الذي أحيل الى التدريب العسكري بدلا من الامساك بزمام الامور في أخطر تنظيم في الساحل، وكان أبو زيد قد رفض الخضوع لجماعة أنصار الدين وتلقي الاوامر من إياد أغ غالي، حيث اعتبر التنظيم لا يقارن بإمارته فكيف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وأبدى اعتراضه قبل أن يعنف من الأمير الوطني الذي أجبره على الخضوع للأوامر الفوقية.