يصنف حي بن عمار الذي يتبع إداريا لبلدية الشط ضمن أكثر أحياء ولاية الطارف فقرا وحرمانا من حيث المشاريع التنموية و برامج التهيئة والمرافق الخدماتية وحتى الضرورية منها. ورغم موقعه الاستراتيجي بوجوده في مفترق طرق حساس يربط الجهة الغربية لولاية الطارف بمطار رابح بيطاط الدولي بولاية عنابة، إلا أن عشرات المئات من المواطنين ما يزالون يكابدون مرارة الحياة في أحلك الظروف، إذ يسكن معظمهم إن لم نقل كلهم في بيوت قصديرية يعود تاريخها إلى العهد الاستعماري، جدرانها متصدعة وأسقفها متشققة نتيجة قدمها وصمودها عقودا من الزمن في منطقة تتعرض كل شتاء إلى مخاطر الفيضانات، وباستثناء مشروع الوحدات السكنية الذي استفاد منه الحي، فإن ظروف المعيشة ما تزال قاسية إلى أبعد الحدود في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة كالثانوية والهياكل الصحية المجهزة ومرافق خدماتية أخرى، ناهيك عن مشاكل مياه الشرب، قنوات الصرف الصحي، انتشار القمامة، الحشرات الضارة، انعدام الطرق والمسالك المعبدة. ومازاد الوضعية سوءا هو انعدام وسائل النقل بسبب عدم وجود خطوط مبشرة تربط حي بن عمار بمختلف الوجهات خاصة المقصودة منها مثل وسط مدينة عنابة وبلدية الحجار، حيث يضطر المسافرون على التوقف مطولا على حافة الطريق وترقب مرور الحافلات القادمة من مختلف الوجهات، كما يضطرون في مناسبات كثيرة غالى الاستنجاد بسيارات “الفرود” التي يفرض عليهم أصحابها تسعيرات خيالية، سيما إذا كانوا ملزمين على ركوب هذه السيارة لقضاء حاجة ضرورية جدا كحالات المرض، الولادة والأزمات الصحية المفاجئة. هذه المشاكل وغيرها تثير تذمر واستياء مئات المواطنين الذين يعيشون حياة شبه بدائية بحي بن عمار العتيق في انتظار أدنى التفاتة من الجهات الوصية التي تتذكرهم فقط في الانتخابات التشريعية والمحلية على حد تعبير بعض السكان الذين يأملون في غد أفضل إذا استفاد حيهم من بعض المشاريع التنموية الضرورية.