انتقد رجال أعمال جزائريون مقيمون في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أمس، التوجهات التي يتبناها المقاولون الشباب عند استفادتهم من إجراءات الدعم المالي من طرف السلطات العمومية، في إشارة إلى توجههم إلى المشاريع غير المنتجة للثروة ومناصب الشغل، بالإضافة إلى كونها بعيدة عن تحرير المبادرات وتوسيع محيط الأعمال. واعتبر سفيان بودري، عضو مؤسس لجمعية ”قصبة بيزنس أنجل” المهتمة برجال الأعمال المغتربين، أن الخلل يوجد في عدم التواصل بين المستثمرين الجزائريين، مضيفا بأن كل متعامل منغلق على مشروعه الخاص مفضلا عدم إشراك مؤسسات أو متعاملين آخرين فيه. وأكد المتحدث أن هذه المسألة ”الجوهرية” تستدعي تكثيف الجهود لتغيير إيديولوجية الثقافة المقاولاتية. وأشار المتحدث بالمقابل إلى وجود خلل بين التكوين الجامعي وعالم الشغل والأعمال، ما يفترض إعادة النظر في هذه المنظومة لتسهيل عملية الاندماج في محيط الاستثمارات وتجسيد المشاريع ميدانيا. ودافع سفيان بودري عن إجراءات التمويل المتخذة من طرف الحكومة لتسهيل ترجمة المشاريع المصغرة على غرار آليات الدعم في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، وقال إنه لا توجد دولة على مستوى العالم تطبق مثل هذه التدابير، بينما فضل عدم الخوض في الإجراءات المتخذة من طرف الحكومة لتنظيم الاستثمارات الأجنبية بمقتضى قانون المالية التكميلي لسنة 2009. وذكر المسؤول ذاته بأن محيط الأعمال في الجزائر، على الرغم من بعض العراقيل الهيكلية، مشجع جدا لتفعيل النشاط المقاولاتي في العديد من المجالات، قال أنها تحتاج إلى المزيد من التطوير. وأشار إلى أن المبادرة التي تقوم بها الجمعية تندرج أساسا في هذا السياق، من خلال أشغال الطبعة الثانية لملتقاها، من منطلق تقديم المساعدة التقنية لأصحاب المشاريع المصغرة في الجزائر، وتسهيل احتكاكهم مع رجال أعمال مقيمين بالولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا، قصد تقريب وجهات النظر والاستفادة من خبراتهم في مجال الأعمال. وفي هذا الشأن، أشار المتحدث إلى رغبة رجال الأعمال المغتربين للعودة والاستثمار في الجزائر، ونقل التجارب التي اكتسبوها في الخارج إلى الوطن، من خلال خلق ديناميكية للعمل المقاولتي، تهدف بالمقابل إلى المحافظة على الثروة البشرية والكفاءات والحد من هجرة الأدمغة نحو الدول الأجنبية، حيث أوضح أن الجمعية تضم 150 ألف حامل لمشروع مصغر، تعمل برامجها على مرافقتهم من ناحية التكوين بالدرجة الأولى عبر كامل مراحل انجاز المشروع.