تمكنت مصالح أمن ولاية تيزي وزو، صبيحة أول أمس الثلاثاء، من إحباط عملية انتحارية حاول مسلحون تنفيذها بمنطقة أزفون الواقعة على بعد 63 كلم عن مقر الولاية، من خلال استعانتهم بسيارة معبأة بما لايقل عن 2 طن من مادة تي. أن. تي. حسب ما علمته ”الفجر” من مصادر أمنية محلية، فإن جماعة إرهابية مسلحة برشاشات من نوع كلاشنيكوف، كانت قد هاجمت الحاجز الأمني الثابت لعناصر الأمن الواقع غير بعيد عن مرقد العزاب، قبل أن يوجهوا نظرهم إلى مقر أمن الدائرة، الأمر الذي تم التفطن له من قبل مصالح الشرطة القضائية التي توصلت إلى فك لغز الجماعة المسلحة التي استعملت الهبهاب، في شن هجومها المسلح على مصالح الامن التي تعرض ثلاثة من عناصرها لجروح متفاوتة الخطورة خلال العملية، استدعى تحويلهم إلى مستشفى أزفون حيث يتلقون العلاج. وقالت مصادر متتبعة للشأن الأمني بمنطقة القبائل، ل”الفجر”، إن الجماعة المسلحة المنفذة لهذه العملية والتي يصل عدد عناصرها إلى حوالي 15 إرهابيا بينهم 3 أمراء، كانوا قد فروا من مرتفعات بومرداس وبعده إلى سيدي علي بوناب وفي ظل الحصار المفروض على الطريق الوطني رقم 24 في شطره الرابط بين دلس وتيقزيرت حاول المسلحون الفرار من ذلك باتجاه ازفون وبحوزتهم كمية من المتفجرات تم جلبها على متن مركبة سياحية تمت سرقتها في حاجز مزيف مؤخرا جنوب تيزي وزو. وأضافت المصادر أن المسلحين حاولوا تمرير 2 طن من ”تي ان تي” إلى تراب تيزي وزو بأية وسيلة، إلا أن مصالح الامن اكتشفت أمرهم وتلاحقهم في مختلف الاتجاهات بغية العثور على المركبة المملوءة بالمتفجرات لاسيما وأن مصادر مؤكدة كشفت عن إعداد مخطط إرهابي من طرف العناصر المسلحة النشطة تحت لواء الامير الوطني عبد المالك دروكدال الذي يكون قد دعاهم إلى تنظيم لقاء عاجل بمرتفعات أكفادو، حيث ما يزال محاصرا من طرف قوات الجيش التي كانت قد نصبت معسكرات على ضفاف المنطقة وحدود بجاية بهدف منع تحركاته المشبوهة وأضافت مصادرنا الخاصة أن مصالح الامن تفطنت لمكائد هذه الجماعة المسلحة التي تكون نفسها تلك التي هاجمت الحاجز الامني بتاخوخت وقبله مقري الامن والشرطة القضائية بواسيف والتي تكون قد حاولت تنفيذ عمليات انتحارية عشية رمضان عن طريق المتفجرات وأحزمة ناسفة بهدف إثارة البلبلة في صفوف المواطنين خلال رمضان المعظم. وبهدف إجهاض هذه العمليات الانتحارية أو أي مخطط إرهابي، شرعت مصالح الامن المختصة الاسبوع الاخير في تعزيز صفوفها بأعوان إضافيين غالبيتهم بالزي المدني من أجل القيام بدورات تفتيش وحملات مداهمة، لاسيما في ظل التنامي المخيف لشبكات الدعم والإسناد عبر تراب تيزي وزو مع وصول أخرى من بومرداس، وهي الشبكات التي كان لها ضلع كبير في تنفيذ العمليات الإرهابية الأخيرة، من خلال مساعدة الارهابيين ومدهم بتحركات مصالح الامن بالمنطقة. يحدث هذا في الوقت الذي تمكنت مصالح الدرك الوطني، في سياق متصل، من إلقاء القبض على عنصرين خطيرين ضمن شبكة مختصة في نصب الحواجز المزيفة على مستوى منطقة واد عيسي غير بعيد عن سد تاقسبت وهم يترصدون ضحاياهم بهدف سلبهم أموالهم وهواتفهم النقالة، إلى جانب مركباتهم لاسيما المغتربين منهم وقالت مصادر أمنية محلية ل”الفجر” أن الموقوفين على علاقة بالجماعات المسلحة، حيث يحولون فيما بعد الأشياء المسروقة إلى معاقل الإرهابين، لاسيما عبر محور سيدي علي بوناب وتاخوخت وصولا إلى شرق تيزي وزو. وما يزال التحقيق جاريا في هذه القضية إلى غاية الاطاحة بالعناصر المسلحة الفارة.