تمكنت مصالح أمن ولاية تيزي وزو، مساء أول أمس، من إحباط عملية انتحارية كان يقودها أمير سرية بني دوالة المدعو “الخشخاش”، غير بعيد عن تالة بونان ببلدية بني دوالة. وحسب مصادر أمنية محلية فإن عددا من الإرهابيين حاولوا قبل ساعة الإفطار تمرير كمية من مادة “تي أن تي” الى مدينة تيزي وزو عبر ممرات بني دوالة وبني عيسى، أين وقع هؤلاء المسلحون الأربعة الذين كانوا على متن سيارة سياحية في كمين لقوات الأمن المشتركة التي دخلت معهم في اشتباك عنيف دام قرابة ساعة من الزمن مصادر أمنية تحذر من تحويل بني عيسى إلى قاعدة خلفية للإرهابيين الجيش يحاصر 20 إرهابيا بينهم أمراء كانوا يستعدون للقاء سري أضافت ذات المصادر أن مدبر هذه العملية التي كانت تستهدف إحدى المنشآت القاعدية بمدينة تيزي وزو، يكون أمير سرية بني دوالة الذي كان يقف وراء تفجير مقر أمن دائرة بني عيسى العام الفارط، خاصة وأنه ابن المنطقة ويعرف الكثير عن تحركات مصالح الأمن وحتى المواطنين هناك. وقالت مصادر متتبعة للشأن الأمني بمنطقة القبائل ل “الفجر“ أن مصالح الأمن حاولت إلزام أصحاب هذه المركبة قبل أن تتفطن لهويتهم الحقيقية بالوقوف، لأنهم رفضوا ذلك وحاولوا الفرار باتجاه بني عيسى ليتم ملاحقتهم وإطلاق وابل من الرصاص صوبهم لتتم إصابة أحدهم بجروح والذي لقي حتفه فيما بعد. وقد تنقلت صباح أمس قوافل من الجيش باتجاه مرتفعات بني دوالة حيث حاصرت الطريق الولائي رقم 100 باتجاه تالة بوناب وهو المكان نفسه الذي سقط فيه معطوب الوناس عام 1998 في حاجز مزيف. كما أن مصادر أمنية حذرت من تحويل بني عيسى التي تحول وسطها مساء أمس إلى فضاء لتبادل العيارات النارية، إلى قاعدة خلفية للجماعات الإرهابية لاسيما بعدما تبين أن العديد من الأمراء يقبعون فيها هروبا من سيدي علي بوناب المحاصرة، كما أن المتفجرات التي يتم استعمالها في العمليات الانتحارية تنطلق من هذه المنطقة على غرار العملية الانتحارية الأخيرة التي استهدفت مقر الأمن الحضري الأول التي خلفت إصابة 34 شخصا، بينهم 25 من رجال الشرطة و3 صينيين. وكانت الاشتباكات المسلحة قد تجددت صباح أمس ببني دوالة بين الجيش والإرهابيين لاسيما وأن مصادر مؤكدة، تفيد بوجود ما لا يقل عن 20 إرهابيا مختبئين بأدغال هذه المنطقة بينهم أمراء من منطقة الوسط بهدف إعادة تنظيم صفوفهم وتشكيل نواة جديدة للتنظيم. وفي عملية مماثلة قامت جماعة إرهابية أخرى بحاجز مزيف على طريق بني دوالة، حيث قامت بتفتيش جميع المارة. كما قامت باحتجاز لعدة دقائق ضابط سام في الشرطة بعدما اكتشفت أمره بين المسافرين وقد قام المسلحون بتصوير مشاهد هذا الحاجز المزيف قبل أن يخلوا سبيل المارة الذين كانوا على متن مركبة للنقل الجماعي في الوقت الذي قاموا باغتيال سائقها رميا بالرصاص. وفي سياق متصل، تعرض رئيس أمن دائرة بني دوالة صباح أمس لجروح رفقة سائقه في هجوم مسلح من طرف إرهابيين على مركبته من نوع “بولو” بيضاء اللون على الطريق الولائي رقم 100 باتجاه تالة بونان. وقالت مصادر أمنية أن الضحية المدعو (ح.ع) اعترض طريقه مسلحون برشاشات من نوع كلاشينكوف ليطلقوا عليه وابلا من الرصاص، وقد تم تحويله إلى مستشفى محمد النذير الجامعي حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه الخطيرة. وفي آخر حصيلة مؤكدة، ارتفع عدد القتلى إلى ثلاثة من رجال الشرطة لغاية مساء أمس خلال هذه العملية مع مقتل مواطن في الوقت الذي ماتزال العملية العسكرية متواصلة في انتظار الشروع اليوم في حملة تمشيط واسعة تمتد إلى غاية سيدي علي بوناب وحدود بومرداس مع القصف الجوي بالمروحيات.