جنسيات عربية مختلفة تشارك في ما يسمى بالجيش السوري الحر ... عرب عاربة ومستعربة استيقظ ضميرها الميت لنصرة إخوانهم في سوريا وتجنيبهم الإبادة التي يقال إنهم يتعرضون لها من طرف الجيش النظامي الموالي لبشار الأسد... أموال وأسلحة عربية تتدفق على سوريا لمساعدة من ثاروا على النظام وأرادوا إسقاطه بدعم ومآزرة ومباركة كثير من الدول الغربية ... حتى الإخوة في ليبيا وخاصة ثوار الناتو ثارت حميتهم ونسوا كل الخلافات والمشاكل الداخلية الليبية والتي تهدد استقرارها وأمنها، قلت، نسوا كل ذلك وهبوا لنداء الأمة وذهبوا سراعا إلى سوريا من أجل مدّ جيشها الحر بما وهبهم الله من قوة ورباطة جأش وشجاعة أظهروها في محاربة أزلام القذافي بمساعدة إخوانهم في الناتو... أي صحوة ضمير هذه وأي نخوة نزلت فجأة على العرب حتى التفوا كل هذا الالتفاف واتفقوا كل هذا الاتفاق حول قضية واحدة ... جميل جدا حين نسمع من العرب المتطوعين أوالمرتزقة قولهم بأنهم يتألمون من مشاهد الدمار التي تشهدها المدن السورية ويتأسفون للدماء السورية المراقة ... جميل أن نسمع ذلك منهم والأجمل من ذلك أن نرى هذه التسهيلات العربية الرسمية لهؤلاء المتطوعين والمرتزقة من أجل الذهاب إلى سوريا ... إذا سلمنا بأن نظام بشار الأسد قمعي ديكتاتوري مستبد يجب زحزحته من على سدة الحكم واستبداله بنظام آخر أكثر ديمقراطية وقبولا بالرأي الآخر وإذا سلمنا بأن الجيش العربي السوري يقوم بعمليات قتل وإبادة جماعية للشعب ويدكّ المباني على ساكنيها ويهجّر ويروع المواطنين وإذا سلمنا أيضا بأن الشأن السوري يتطلب تضافر الجهود العربية والدولية لإيجاد حل نهائي له ... أليس من المسلّم أيضا بأن الدماء الفلسطينية تحتاج إلى مثل هذه الهبّة وهذا الالتفاف وهذه المساعدات والأموال أم أن هناك فرق بين الدماء العربية الفلسطينية والدماء العربية السورية ... أم أن من يقتلهم بشار الأسد وجنده أولى وأجدر بالمساعدة والمؤازرة من الذين يقتلهم العدو الإسرائيلي .... أم أن مهماز أمريكا لم يشر للعرب آنفي الذكر بفعل شيء لصالح الفلسطينيين ...من المؤسف حقا أن يصل العرب والمسلمون إلى هذه الدرجة من الهوان والخزي من المؤسف والمبكي أن يصبحوا مثل الحمار الجامح الذي لا يتحرك إلا بمهماز ... حقن الله دماء العرب والمسلمين في كل مكان وجزى الله حكامهم شر الجزاء وسوء الخاتمة. آمييييين