نُسب لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ''حماس''، خالد مشعل، المقيم في سوريا، استياءه واستغرابه من مواقف الشيخ يوسف القرضاوي التي يدعو فيها السوريين إلى الثورة، مناشدا القرضاوي إلى تحكيم ضميره والتحرر من الضغوط التي تمارس عليه. أوضح مشعل موقفه، وفق موقع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية نقلا عن جريدة العرب تايمز، بالقول إن ''حكام العالم العربي باعوا قضيتنا، وأبرز شيوخهم تخلوا عن أهلنا، ولم تجد حركة حماس سوى الرئيس بشار الأسد ليحميها ويدعمها ويقف إلى جانبها، وحين طردنا الحكام العرب آوتنا سوريا، وحين أقفلت أبواب المدن في وجهنا فتحت لنا سوريا قلبها وحضنت جراحنا، لذا أقول للشيخ القرضاوي من منطلق المحب المعاتب، اتق الله يا شيخ في فلسطين، فسوريا هي البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا، وما تقوله عن وحدتها الدينية يصيب قلب كل فلسطيني بالحزن ويخدم إسرائيل ولا أحد غير إسرائيل''. وتابع خالد مشعل قائلا: ''إن الشيخ القرضاوي يتحدث عن الأحداث في سوريا كما لم يتحدث عن الأحداث التي جرت في مصر، فهناك دعا إلى الوحدة بين الأقباط والمسلمين وبين السلفيين والإخوان وبين المذكورين وبين العلمانيين، وهنا في سوريا يدعو إلى القتال بين السوريين''، وختم مشعل كلمته المنشورة في ''العرب تايمز'': ''إننا في حركة المقاومة الإسلامية حماس نشهد أنه لا مسلم قدّم لفلسطين ما قدمه لها بشار الأسد، ولا أحد ضحى وخاطر بحكمه وببلده من أجل فلسطين ورفضا للتضييق على المقاومة الفلسطينية كما فعل بشار الأسد، وعلى الشيخ القرضاوي إن لم يكن لديه معطيات حقيقية عن سوريا أن يستمع إلى الشعب السوري وإلى علماء الدين من أبنائه ليعرف أن في هذا البلد يملك أهل السنّة من الحرية والكرامة والعزة بالله ما لا يملكه غيرهم في بلاد عربية أخرى''. واتصلت ''الخبر'' بالقيادي في حركة ''حماس'' إسماعيل رضوان، للاستفسار حول تصريحات مشعل، وأكد عدم علمه بهذه التصريحات التي قال عنها إنها غير دقيقة، وتحدث عن مبدأ الحركة بعدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لأي دولة. ميدانيا لم يغيّر توقيع الحكومة السورية على بروتوكول الجامعة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا، من الواقع ميدانيا، إذ تواصلت الاحتجاجات بمختلف المدن السورية المضطربة، كما تواصلت وبنفس الحدة المواجهة الأمنية بها، وحسب الناشطين السوريين وتنسيقيات الثورة بها ، فإن عدد ضحايا يوم أمس وهو اليوم الوالي للتوقيع على البروتوكول، قد بلغ 11 قتيلا، وقد سجل هذا العدد من الضحايا بالعديد من المدن والقرى الساخنة خاصة بدرعا وإدلب وحماة، وقبل هذا بيوم أي في اليوم الذي شهد التوقيع بين الجامعة وحكومة دمشق، سقط في المواجهات التي دارت أساسا بين الجيش السوري والمنشقين عنه والذين أصبحوا يعرفون بالجيش السوري الحر، 120 قتيل، ثمانون منهم من المنشقين، وهو رقم يوحي بأن الأزمة أعمق مما هو متصور. وحسب توضيحات الهيئة العامة للثورة السورية، فإن 72 منشقا قتلوا في كنصفرة بإدلب، وسحبت جثثهم للتخلص منها وإخفائها، في حين قال نفس المصدر إن ثمانية منشقين بينهم ضابط برتبة مقدم قتلوا في الحسكة، أما بقية القتلى من المدنيين فقد سقط منهم 34 قتيلا في كل من دمشق ودير الزور ودرعا وحماة والحسكة وحمص التي شرعت قوات الجيش في تطويقها بالكامل، فهل الأمور بالفعل، كما ذهب العديد من المحللين، أن الاتفاق العربي لن يفعل شيئا يذكر لتغيير تصعيد إراقة الدماء في سوريا، لأن جيوبا من التمرد المسلح أصبحت تلقي بظلالها على الاحتجاجات السلمية. في ظل هذه الأجواء نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر رسمي أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر قانونا يقضي بإعدام الذين يدانون بتوزيع الأسلحة ''بقصد ارتكاب أعمال إرهابية''، وقالت الوكالة إن القانون يقضي ''بأن يعاقب بالإعدام من وزع كميات م ن الأسلحة أو ساهم في توزيعها بقصد ارتكاب أعمال إرهابية''، على أن ''يعاقب الشريك والمتدخل'' بالإعدام أيضا، كما جاء في هذا القانون أيضا ''يعاقب بالأشغال الشاقة خمسة عشر عاما كل من أقدم على تهريب السلاح وبالأشغال الشاقة المؤبدة إذا كان تهريب السلاح بغرض الاتجار به أو ارتكاب أعمال إرهابية''.