انزعج وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم، من الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا، إلى درجة أن السفير القطري رفض المشاركة في الاجتماع بين الإبراهيمي والسفراء العرب، حسب ما كشفته صحيفة ”لوفيغارو ” الفرنسية، أمس الأول، استنادا لتصريحات دبلوماسيين عرب تحدثوا للصحيفة عن أداء الإبراهيمي خلال زيارته إلى القاهرة لبحث الأزمة السورية مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. تناول تقرير الصحيفة الفرنسية الجولة الأخيرة التي قام بها الإبراهيمي إلى القاهرة ضمن جولاته الدولية لبحث حلول الأزمة السورية. وقالت الصحيفة إن الإبراهيمي رفض تلبية دعوة رئيس الوزراء القطري للحضور والتحدث في جناحه بفندق ”فور سيزونز” بالقاهرة جنبا إلى جنب مع الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي، مشيرة إلى أن الإبراهيمي رد على دعوة الوزير القطري قائلا: ”إذا أراد لقائي، فما عليه إلا أن يأتيني إلى فندقي”. وحسب الصحيفة فإن زيارة الإبراهيمي إلى القاهرة رافقتها العديد من الأحداث والمواقف الهامة التي دارت في الكواليس، خصوصا من طرف الإبراهيمي الذي ظل يعامل الوزير القطري بجفاء كبير. كما تشير الصحيفة الفرنسية إلى أن ”المبعوث الأممي الإبراهيمي رفض العديد من مطالب الوزير القطري وظل يرد عليه مستخدما عبارة ”لا يمكن” بما دفع رئيس الوزراء القطري إلى الخروج غاضبا من الغرفة، رافضا المشاركة فيما بعد في الاجتماع بين الإبراهيمي والسفراء العرب. وحسب الصحيفة فإن الإبراهيمي رد على طلب رئيس الوزراء القطري بتحديد موعد نهائي لمهمته في سوريا قائلا ”لا يمكن”، وفي رده على مطلب نقل السلطة في دمشق يفرض من بعض القوى. وأوضح الإبراهيمي ”أنا الإبراهيميلا أعمل بهذه الطريقة”، وأضاف ”أنا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وأرفض أن توضع لي حدود ثابتة”. وأشارت الصحيفة إلى أن معظم الدبلوماسيين العرب لا يزالون يجهلون طريقة عمل الإبراهيمي وسياسته لحل الأزمة السورية، ونقلت الصحيفة على لسان أحد الدبلوماسيين العرب لم تسمه قوله ”لم يشركنا الإبراهيمي في أي فكرة أو مقترح”، يقول دبلوماسي عربي: ”قال لنا الإبراهيمي إنه يريد أن يلتقي بالجميع قبل اقتراح حل تفاوضي يشرك فيه جميع أطراف النزاع، بما في ذلك إيران، ويرفض أيضا الارتباط بخطط جاهزة على الطاولة مثل التي اقترحها كوفي عنان”. جاءت هذه التطورات في علاقة المبعوث الأممي الجديد المعين خلفا لكوفي عنان المستقيل، بسياسة قطر ومواقفها من الأزمة السورية قبل أيام من وصول الإبراهيمي إلى دمشق، بصفته وسيطا دوليا مكلفا ببحث حلول للأزمة التي تعصف بسوريا منذ منتصف مارس من العام الماضي. هذا والتقى الدبلوماسي الجزائري، أمس، وفد من المعارضة السورية لمناقشة مبادرة الحوار التي لم يمانع النظام السوري عليها، كما أكد على ذلك وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي التقى الإبراهيمي، أمس الأول، وأكد له التزام بلاده الكامل بالتعاون بمبادرة الأممالمتحدة والجامعة العربية، غير أن الوزير السوري أشار إلى ضرورة توقف الدول التي قال إنها ”تؤوي وتسلح وتدرب المجموعات الإرهابية في بلاده عن القيام بذلك”.