يشتكي العشرات من أولياء تلاميذ المدارس ببلدية الزيتونة، ولاية الطارف، من الأزمة المسجلة في مجال النقل المدرسي، وهو المشكل القديم الجديد، إذ يبرز كل دخول مدرسي رغم عديد الشكاوى المكتوبة والشفهية المرفوعة من قبل أولياء التلاميذ إلى الجهات المختصة والمسؤولة، على غرار مديرية النشاط الاجتماعي، ومديرية التربية، والمجلس الشعبي البلدي. وقد أبدى تلاميذ المدارس امتعاضهم وتذمرهم من هذا المشكل الذي اعتبروه كبيرا، إذ يجعلهم على اختلاف المدارس التي ينتمون إليها من ابتدائي وإكمالي وثانوي، يستيقظون فجرا على مدار أيام الأسبوع ما عدا أوقات العطل من أجل أن يظفروا بمكان داخل أحد الحافلتين الوحيدتين بالبلدية، ولا يهم الاكتظاظ الكبير الذي يواجهونه بقدر ما تهم المسافة الطويلة بين مقر سكناهم ومدارسهم، حيث سيتم قطعها على الأقدام إن فاتتهم أحدى هاتين الحافلتين المهترئتين، بالإضافة إلى مدة الانتظار المسائية، والتي تصل إلى غاية الساعة السابعة مساء، ولا يضر إن كان بعضهم قد أنهى دراسته على الساعة الثالثة، لأن الإياب سيكون مثل الذهاب.. يقول بعض أولياء التلاميذ المهتمين بالشأن المدرسي والتعليم بشكل عام، إن هذا الوضع سيؤثر على المردود المدرسي لهم، ويساهم بشكل كبير في رسوب العديد منهم ويرفع من نسبة التسرب المدرسي، إذ تتم مضاعفة التعب، خاصة أن الوقت يصبح لا يسمح بالمراجعة في البيت بسبب التعب الكبير والوقت الضيق، إذ يصبح التلميذ غير قادر على فعل شيء، ما عدا تناول وجبته والاستسلام للنوم مباشرة، وهذا ما أكده معظم من تحدثت معهم ل”الفجر”. ومن بين الأسباب التي عمقت هذا المشكل الكبير هو أن بلدية الزيتونة عبارة عن منطقة جبلية تنتشر على أطرافها العديد من المداشر والقرى، وتبعد البيوت عن بعضها بشكل نسبي، وتتضاعف هذه المعانات عند تساقط الأمطار بسبب كثرة الأوحال والطرق الغير معبدة. من جهة أخرى، وضع هذا المشكل أمام البلدية، فكان الرد على لسان النائب الثاني لرئيس المجلس الشعبي البلدي، الذي قال إن البلدية لا تملك الإمكانيات اللازمة والوقت لا يكفي لجمع كل التلاميذ في فوج واحد، لهذا يتم جمع كل التلاميذ صباحا ونقلهم، وبنفس الطريقة مساء للرجوع بهم، حتى الذين ينهون دراستهم على الثالثة مساء، يضيف العضو المنتخب.