حظي خبر رحيل الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد، أول أمس، باهتمام بالغ من طرف مختلف وسائل الإعلام العالمية، التي أجمعت على أن الجزائر فقدت مؤسس الديمقراطية، بعدما عرفت في عهده تحولات سياسية كبرى نقلتها من نظام الحزب الوحيد إلى التعددية الحزبية والسياسية. ركّزت الصحافة العربية في نشرها لخبر وفاة الرئيس الراحل على دوره في تكريس الديمقراطية في الجزائر، حيث أجمعت على نعته بأب الديمقراطية الذي أحدث نقلة نوعية في النظام الجزائري أدخلت الجزائر في مرحلة جديدة. تحدثت جريدة ”الشرق الأوسط” عن رحيل ”الشاذلي بن جديد” في مقال بعنوان ”وفاة بن جديد الرئيس الجزائري الأسبق في ذكرى الربيع العربي”، حيث اعتبرت بن جديد من أبرز رجال الدولة الذين تعاقبوا على الحكم في الجزائر، بعدما أخرجها من هيمنة حزب جبهة التحرير الوطني إلى أحزاب متعددة شاركت في مختلف الاستحقاقات الوطنية. كما عرّجت جريدة ”الوسط” البحرينية، على جهوده في أواخر الثمانينات مع انهيار الاقتصاد بسبب انخفاض أسعار النفط بسرعة، اشتدت حدة التوتر بين أجنحة النظام الداعمة لسياسة بن جديد، الاقتصادية من جهة، والمعارضين لسياسته والمطالبين بالعودة إلى النهج المؤسس، وذلك من خلال تقديم بورتريه عن المرحوم، كما تطرقت الصحافة المصرية عبر جريدة ”اليوم السابع” إلى التعازي التي قدمتها الخارجية الفرنسية للجزائر. واعتبرت الصحافة الأجنبية أن هذا الحدث هو رحيل أحد الرجال الذين أسسوا لجزائر جديدة، كما قدمت خبر وفاته بالتعريج إلى أهم التحديات التي خاضها المرحوم من خلال المناصب التي تقلدها، كما استذكرت جريدة ”لوفيغارو” الفرنسية، من خلال مقال جاء بعنوان ”الجزائر في حداد بعد وفاة الشاذلي بن جديد”، لتفتتح مقالها بالقول أن خمسينية الاستقلال كانت مشؤومة على الجزائريين برحيل الرئيسين اللذان اعتبرتهما رمزين في تاريخ الجزائر المستقلة، أما جريدة ”لوموند”، فقد تطرقت إلى أهم الإنجازات التي حققها الراحل في حياته، مبرزة المحطات البارزة في مشواره على غرار انضمامه لحزب جبهة التحرير الوطني، إلى غاية توليه منصب رئاسة الجمهورية. أما جريدة ”الحياة” اللندنية، فقد أوردت نبأ رحيله بمقال تحت عنوان ”رحيل الشاذلي بن جديد بعد صراع طويل من أجل الديمقراطية”، حيث ثمّنت دوره في إضفاء الديمقراطية على المؤسسات بتبني دستور تعددي في الجزائر.