وصل مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا الأخضر الإبراهيمي إلى تركيا لإجراء محادثات، وسط تصاعد التوتر بين أنقرة ودمشق. وتأتي زيارة الإبراهيمي في الوقت الذي وصل فيه عدد ضحايا أعمال العنف في سوريا إلى أكثر من 33 ألفا منذ بدء الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد بحسب نشطاء. واطلع الإبراهيمي على الرواية التركية للأحداث من الجانب التركي خلال لقائه وزير الخارجية، أحمد داود أوغلو، كما سيتنقل إلى بغداد اليوم لمعرفة الموقف العراقي من هذه المعضلة. من ناحية أخرى، انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس السبت، الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي واتهمها بالعجز عن حل الأزمة السورية وفشلهما وإخفاقهما في تحقيق ”العدالة المنشودة في العالم”. جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها أردوغان أمام مؤتمر اسطنبول الدولي الذي يناقش القضية السورية وتطوراتها وتداعيات ما يعرف بالربيع العربي. ودعا أردوغان إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي لوقف عرقلة القرارات الخاصة بحل الأزمة السورية بسبب حق النقض الذي تستخدمه روسيا والصين. وقال أردوغان ”إذا كان يلزم انتظار معرفة ما سيقوله عضو أو عضوان دائمان في مجلس الأمن فحينئذ يكون مصير سوريا فعليا في خطر كبير”. وأضاف أردوغان ”لقد آن الأوان لتغيير هيكلية مؤسسات دولية بدءا بمجلس الأمن الدولي”، داعيا إلى تغيير ”نحو تمثيل أوسع وأكثر عدلا وأكثر فاعلية”. ميدانيا، لا تزال حمص تتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية لطرد مسلحي المعارضة منها. وعلى صعيد آخر، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، أن عدد قتلى أعمال العنف التي تشهدها سوريا قد تخطى 33 ألفا على الأقل. وأضاف المرصد أن أكثر من 23 ألف مدني قتلوا بينما تخطى عدد قتلى القوات النظامية 8 آلاف إضافة إلى مقتل 1241 منشقا عن الجيش. وتأتي الحصيلة الجديدة في الوقت الذي يواصل الطيران السوري، منذ صباح السبت، قصف بلدات ومدن سورية عدة. وأفاد المرصد السوري بإصابة 22 مسلحا من المعارضة جراء قصف استهدفهم خلال محاولتهم اقتحام معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان بريف إدلب. كما تعرضت بلدة حيش الواقعة جنوبي معرة النعمان إلى قصف شنه الطيران الحربي غداة مقتل اثني عشر مسلحا معارضا في اشتباكات مع الجيش النظامي، بحسب المرصد. ووفقا للنشطاء، فقد شنت القوات الحكومية هجوما بقذائف الهاون على حي الخالدية في حمص صباح أمس السبت كما تعرضت مدينة القصير في ريف حمص أيضا للقصف.