عاد الفيلم الوثائقي ”العودة إلى مونلوك” لمخرجه الإعلامي محمد زاوي، إلى طرح قضية المحكوم عليهم بالإعدام من خلال شهادات مجموعة من رجال السياسة الفرنسيين، المحامين، المؤرخين وعددا من المعتقلين السابقين الذي كانوا شهود عيان على مرحلة حرجة من تاريخ الجزائر الأبية. سياسة الحكم بالإعدام التي طبقتها فرنسا الاستعمارية في حق جزائريين أبرياء ذنبهم الوحيد أنهم اختاروا الدفاع عن شرفهم ووطنهم المغتصب، استحضرها الفيلم من خلال تسليط الضوء على فترة سجن المناضل مصطفى بودينة، الذي نجا من المقصلة الفرنسية، قدم بطل العمل بودينة شهادات أدانت النظام الاستعماري الفرنسي الذي رفض الاعتراف بحرب التحرير الوطني، حيث يسرد رئيس جمعية المحكوم عليهم بالإعدام الذي حُكم عليه بالإعدام مرتين تفاصيل معاناتهم بين جدران السجن مقرا بأنه لم يغمض عينيه مدة 700 ليلة خوفا من المصير الذي سطر له على أيدي الحكومة الفرنسية الاستعمارية، مستنكرا ما وصفه بالموت البطيء الذي كانت يعيشه هو ورفاقه من المناضلين قبل تنفيذ حكم المقصلة في حقهم واصفا الوضع باللاإنساني، كما يفتح المخرج عبر فيلمه صفحة أليمة من صفحات الذاكرة الجماعية التي عاشها أبناء هذا الوطن في رعب دائم عبر أروقة الموت التي كانت شاهدة على أيام مفجعة أحصت وجود نحو 2300 سجين ما بين 1956 و1962 بالجزائروفرنسا، قضت مقصلة الاستعمار على 208 سجين منهم فيما اعدم البقية بالسم أو الحرق أحياء. الفيلم الوثائقي عرض، أول أمس، بالفضاء الثقافي الجزائري بمدينة تولوز الفرنسية وبمبادرة من جمعية نجمة إحياء لذكرى مجازر 17 أكتوبر 1961 التي ذهب ضحيتها جزائريون عُزل انتفضوا سلميا ضد السلطات الاستعمارية الفرنسية، التي ردَّت عليهم بلغة السلاح بدل الحوار، لتبقى هذه الأحداث وصمة عار في تاريخ فرنسا الاستعمارية.