احتضن أمس النادي الثقافي للمجاهد بالعاصمة يوما دراسيا حول ”مستقبل الحركة النسوية من خلال طالبات الجامعة”، من تنظيم جمعية ”المرأة في اتصال”، بحضور عدد من أساتذة الجامعة ومختصين في الحركة الجمعوية أمثال فاطمة صديق وناصر جابي وعائشة زيناي. قدم المتدخلون قراءات اجتماعية لنتائج الدراسة الميدانية التي قامت بها الجمعية مؤخرا وشملت 11 جامعة وطنية، حول التوجهات الجديدة لدى الطالبات ومبدأ النضال الجمعوي، حيث كشفت أغلب النتائج أن ما يفوق الخمسين في المائة من الطالبات لا يعرفن شيئا عن قانون الأسرة، وأن التوجهات الجديدة للنساء الشابات حاليا في المجتمع الجزائري تتركز على العمل والزواج ومغادرة البلاد. التفسيرات التي قدمها المتدخلون، أمس، جاءت في شكل توصيات رفعها المختصون لقادة الجمعيات النسوية، وتمثلت في محاولة مراجعة مسارها واستراتيجيات عملها من خلال تغيير في مناهج العمل وطريقة مقاربة مشاكل النساء الجزائريات، لأن أغلب الجمعيات النسوية لا تتمتع لدى شريحة كبرى من الطالبات بالثقة، حيث تنظر النساء الشابات لقائدات هاته الجمعيات بنظرة الريبة، ما يستدعي إعادة النظر في طريقة العمل عبر تسطير برامج العمل ومقاربة المشاكل والاحتياجات الجديدة للجيل الجديد من الجامعيات. كما أكدت على ذلك الأستاذة عائشة زيناي التي أضافت، على هامش استنطاقها لأرقام الدراسة، أنه من خلال الإجابات المقدمة يمكن تصنيف الطالبات إلى 4 مجموعات، مجموعة التقدميات ذوات الأطروحات العصرية اللواتي يرغبن في المساواة الكاملة وغير المشروطة، ومجموعة المحافظات اللواتي يرغبن في التطبيق الحرفي لكل ما جاء في الشريعة، ومجموعتين ما بين البين. وأوضحت المتحدثة أن الجمعيات النسوية اليوم بحاجة أيضا إلى الانفتاح أكثر على كل شرائح المجتمع واتجاهاتها بدون إقصاء لغوي أو ”مظهري”، حيث شددت المتدخلة على شكوى الطالبات من نظرة قائدات الجمعيات النسوية إلى المحجبات والمعربات. من جهته، تخوف الدكتور ناصر جابي من ”انقراض” الجمعيات النسوية في ظل عدم وجود إطار نضالي لتوريث العمل الجمعوى للجيل الجديد، لأن الجمعيات لا تجدد نفسها. ودعا المتحدث ذاته إلى ضرورة البحث عن استراتجيات العمل وفق معطيات تأخذ في عين الاعتبار التغيرات التي يعرفها المجتمع الجزائري الذي هو بصدد التحول والتغير العميق على مستوى البنى الفكرية والاجتماعية. في حين دعت فاطمة أوصديق إلى وجوب الحذر من مطبات المفاهيم، لأنه ليس مثلا كل مطبق لشرع الله معناه محافظ، وليس كل حامل لفكر تقدمي معناه كافر أو لائكي. من هذا المنطلق دعت المتحدثة إلى وجوب تبني نظرة أخرى من أجل فهم التوجهات الجديدة للمجتمع الجزائري بكل فئاته.