أجمع المتدخلون في الندوة الفكرية التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني، سهرة أول أمس، بمقره على دور المجتمع المدني في تعزيز الممارسة الديمقراطية، حيث تطرق المحاضر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر مناس مصباح إلى تعريف المجتمع المدني في الفكر الغربي الحديث، والذي يعني "رابطة اختيارية يدخلها الأفراد طواعية ويشمل العديد من المكونات منها الأحزاب السياسية والجمعيات"، وأضاف في هذا السياق أن المجتمع المدني في المفهوم الغربي لا تربطه حدود وتتمتع مؤسساته باستقلالية عن الدولة، كما أشار إلى أن مفهوم المجتمع المدني في الفكر العربي "عرف سيرورة تاريخية كما تم توظيفه في أغراض سياسية وإيديولوجية"، وخلص المحاضر في معرض حديثه إلى التعريف الشامل للمجتمع المدني والذي قال بأنه "نمط من التنظيم الإجتماعي والثقافي والسياسي يخرج قليلا أو كثيرا عن سلطة الدولة". من جهته، اعتبر المختص في علم الإجتماع ناصر جابي أن "المجتمع المدني يعتمد على المواطن الحر وهو مرتبط بظرف زمني"، وأكد أن هذا المفهوم المجتمع المدني ظهر إلى الوجود في الجزائر في النصف الثاني من الثمانينات ورافق التعددية الحزبية، كما تبنته الفئات الوسطى الحضرية، منها العنصر النسوي. وأوضح أن عدد الجمعيات الوطنية في الجزائر يبلغ 962 جمعية، في حين يقدر عدد الجمعيات المحلية ب 77361 جمعية، مشيرا إلى أن العمل الجمعوي في الجزائر يتميز عموما بضعف التأطير وبنشاطاته الموسمية. من جانبها، ركزت مديرة المركز الوطني للدراسات والبحوث النقابية الحاجة قادوس على مفهوم العمل النقابي ومبادئه ومصادره القانونية، وأفادت أن الحوار الإجتماعي هو الشكل الديمقراطي المميز للنقابات ويختلف من بلد لآخر حسب طبيعة النظام السياسي، وتناولت ذات المتحدثة بإسهاب العمل النقابي في الجزائر وأعطت مثالا عن ذلك عمل الإتحاد العام للعمال الجزائريين وأهم الإنجازات التي حققها مؤخرا، كما أعابت من جهة أخرى ضعف تكوين العنصر البشري في النقابات وصعوبة الوصول إلى الأهداف التي ترسمها هذه الأخيرة، بالإضافة إلى قلة إمكانياتها المادية، وهو ما يؤثر على مردودها العملي.