انتهى المخرج ”أحمد راشدي” من تصوير مشهد لقاء المجلس الوطني للثورة الجزائرية بفيلم ”كريم بلقاسم”، والذي عقد بالقاهرة في 1957 حيث عمد المخرج إلى تصويره بمقر المديرية العامة للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية بساحة أودان. كشف بلاطو كريم بلقاسم، عن عودة الممثل جمال بن حمودة الذي يجسد دور فرحات عباس للتمثيل بعد انقطاع دام سنوات عدة لدواعي صحية إلى جانب الفنان حسان كشاش في دور بن بولعيد، وضم المشهد إحدى عشر ممثل تقمصوا الشخصيات الثورية التي التقت ذات يوم من 1957 بالقاهرة، في لقاء تقييمي لعمل ومهام المجلس الوطني للثورة ولجنة التنسيق والتنفيذ كهيئات قيادية منبثقة عن مؤتمر الصومام 1956، حيث ركّز راشدي على هذا الاجتماع الذي حضره كل من فرحات عباس، كريم بلقاسم، عبان رمضان، سعد دحلب، لخضر بن طوبال، بن يوسف بن خدة، عبد الحفيظ بوصوف، محمود شريف، عمر أوعمران، لامين دباغين وعبد الحميد مهري وجسّد أدوارهم الممثلون الآتية أسماؤهم على التوالي جمال حمودة، سامي علام، مصطفى لعريبي، جمال دكار، يونس مرابط، فيصل دواق، كمال رويني، حميد رماس، أحمد رزاق، أحمد بن يحي وشفيق تيشوداد. لم يرد أحمد راشدي تفويت هذا الاجتماع على مشاهد فيلمه بوصفه محطة هامة من محطات ثورة الفاتح نوفمبر المظفرة، خاصة وأن اللقاء كان تقييميا للهيئات المنبثقة عن مؤتمر الصومام، وكان فرصة لبحث لدراسة وبحث مسألة تسليح الثوار بعد اختطاف طائرة الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطن سنة 1956 من طرف قوات فرنسا الاستعمارية وهي الطائرة التي كانت تقل كلا من محمد بوضياف، أحمد بن بلة، آيت أحمد، مصطفى الأشرف ومحمد خيضر، وما ترتب عن هذه العملية من إجراءات تشديد الرقابة على الحدود التونسية واضطرار المناضلين إلى عقد اجتماعاتهم في مصر وبحث خطوات التنسيق بين داخل الوطن وخارجه، ناهيك عن كون اللقاء ألف بين وجهات نظر مناضلين كانوا ينتمون قبل الثورة إلى تيارات سياسية مختلفة، اللذين وقفوا على حصيلة النتائج التي حققتها الثورة التحريرية وسبل التعريف بالقضية الجزائرية في الخارج.