أوضح المخرج السينمائي أحمد راشدي في حديث ل«البلاد» أنه لم يتوصل بعد إلى اختيار بطل فيلمه التاريخي الجديد «كريم بلقاسم» الذي يسلط الضوء من خلاله على مرحلة نضالية هامة شارك فيها شهيد ثورة التحرير، وذلك بالوقوف عند اليوم الأخير من مفاوضات «إيفيان» وإعلان وقف إطلاق النار بعيدا عن تناول حياة المناضل كريم بلقاسم حسب نص «السيناريو». وقال محدثنا إن هذا العمل صار جاهزا للتصوير، وإنه في رحلة بحث متواصل عن الممثل المناسب الذي يجسد دور كريم بلقاسم، مؤكدا أنه سيكون ممثلا من إحدى المسارح الجهوية التي يعمل حاليا على زيارتها لاختيار ما يناسب فيلمه. وقال راشدي هنا «ليس شرطا أن يكون بطل فيلمي ممثلا معروفا.. المهم أن يشبه إلى حد كبير كريم بلقاسم، وأن يكون لديه حضور كاف.. هذا ما يهمني.. لقد زرت المسارح الجهوية للشرق الجزائري ولم أجد ضالتي فيها.. ولكن رحلتي مازلت متواصلة حتى ألتقي بكريم بلقاسم». وأكد صاحب «بن بولعيد» أن انطلاق تصوير مشاهد «كريم بلقاسم» الذي تأخر كثيرا بسبب رفض نصه من قبل وزارتي الثقافة والمجاهدين، سيكون في الخامس جويلية القادم تزامنا مع الذكرى الخمسين لاسترجاع الجزائر استقلالها، حيث اختار محدثنا عددا من الولايات لتصوير المشاهد الخارجية، ويتعلق الأمر بمنطقة القبائل والجزائر العاصمة وولايات أخرى، بالإضافة إلى سويسرا. في السياق ذاته، قال راشدي إنه كان مقررا تصوير بعض المشاهد في المكان الأصلي الذي انعقد فيه مؤتمر الصومام في العشرين أوت 1956 بمنطقة «إيفري» في ولاية بجاية، غير أن ذلك تعذر لضيق المكان؛ مما فرض على المخرج تصميم «ديكور» مشابه لمكان أول مؤتمر تقييمي للمرحلة الأولى من الثورة المسلحة. ووضع هذا اللقاء الذي ضم كبار قادة الثورة التحريرية الخطوط العريضة لمواصلة الكفاح المسلح ودراسة السبل الكفيلة التي تدفع سلطات الاحتلال الفرنسي إلى تلبية مطالب الثوار، وصولا إلى استرجاع السيادة الوطنية، كما أن المؤتمر كان إجراء حتميا لتزويد الثورة بقيادة مركزية وطنية موحدة. ويقول راشدي هنا «إن لم يكن فيلم كريم بلقاسم جاهزا يوم احتفال الجزائر باسترجاع استقلالها، فإنه سيكون حاضرا بتصوير أولى مشاهده في نفس اليوم». من ناحية أخرى، تحدث أحمد راشدي عن البرنامج السينمائي الخاص ب«خمسينية» استرجاع استقلال الجزائر، فقال إنه لن يكون بحجم هذا الحدث التاريخي، مضيفا «نحن متأخرون سينمائيا.. عدا هذا، ستكون الجزائر على موعد مع احتفالية كبيرة تنطلق من الخامس من جويلية 2012 إلى غاية اليوم نفسه من عام 2013»، على حد تعبيره.