سجلت ولاية بومرداس، قبل أيام، ثاني حالة نفوق لسمك الميرو بعد الحالة التي تم تسجيلها بسواحل ولاية سكيكدة، شهر أكتوبر الماضي، فيما رجحت بعض المصادر فرضية تلوث البيئة البحرية بسبب استعمال المتفجرات في عرض البحر من طرف الصيادين. حسب قصاص محمد، تقني دعم البحث العلمي بالمركز الوطني للبحث وتنمية الصيد البحري وتربية المائيات لبوسماعيل، في اتصاله مع ”الفجر”، فإن المركز قد سجل هذا النفوق حوالي 15 سمكة من نوع ”الميرو” بعدما لفظتها أمواج البحر وهي مصابة بمرض غريب بنواحي منطقة دلس شرق ولاية بومرداس. وقال قصاص محمد، إن المعاينة مست مجموعة من الأسماك التي عثر عليها حية تطفو فوق السطح، والتي بلغ طولها حدود 60 سم ووزنها 3.5 كلغ من نوع ”الميرو الأسمر”، موضحا أن هذه الأسماك عثر عليها مجموعة من الصيادين مريضة تطفوا فوق الماء على ظهرها وعليها بقع وردية وذلك بكل من شواطىء لحصار، ليصالين والسوانين بدلس. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن كميات مهمة من هذا السمك قد نفقت خلال شهر أكتوبر الماضي، ما بات ينذر باحتمال نفوق أعداد أخرى في السواحل، داعيا إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر وعدم استهلاك الأسماك الميتة خصوصا من هذا النوع الذي يجهل تاريخ وسبب نفوقه، موضحا أن هناك خبراء يقومون بالتحاليل اللازمة للوصول إلى أسباب هذا المرض الذي يهدد الثروة السمكية بالسواحل الجزائرية. وفي سياق متصل، قالت بعض المصادر -رفضت ذكر اسمها- إنه يحتمل أن تكون ظاهرة استعمال المتفجرات في صيد السمك وراء الانتشار المذهل لهذا المرض الغريب الذي أصاب سمك ”الميرو” الذي يعيش في أعماق البحر بالمناطق الصخرية، بعدما ساهمت المتفجرات في إتلاف مساحات معتبرة من البيئة البحرية على طول امتداد الشريط الساحلي. وفي السياق ذاته، ندّد رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري حسين بلوط بما أسماه ”السكوت المستمر للسلطات المركزية والمحلية تجاه كارثة الصيد البحري التي تحصد منذ عدة سنوات كميات هائلة من أسماك الميرو، الباداش وثعلب البحر”. وقال في تصريح ل”الفجر”، إن كميات معتبرة من هذه الأسماك مازالت تنفق في سواحل ولايات سكيكدة، عنابة، القالة والطارف، وقد نفقت الكميات الأولى منذ نحو ثلاثة أشهر في سواحل مدينة القل غرب ولاية سكيكدة، ويحدث هذا في ظل غياب إجراءات عملية وسريعة لوقف الكارثة البيئية التي تهدد ثروة سمكية مهمة تعيش في السواحل الجزائرية خصوصا الشرقية منها. وجدد بلوط التأكيد على أن سبب نفوق الأنواع الثلاثة المذكورة من الأسماك مرده إلى أنها تتغذى طحالب مسمومة وهو ما نادت به اللجنة الوطنية منذ مدة قبل أن تقع الكارثة، ويؤكد وزير الصيد البحري خلال زيارته لولاية عنابة. وأشار رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري أن أسماكا مسمومة استهلكت من طرف مواطنين وأكلت في سكيكدة ولو أثارت مضاعفات صحية لكانت كارثة أخرى أخطر وأعم، مشيرا إلى أن تطور هذا المرض الذي بدأ يصيب الميرو والباداش وثعلب البحر في سواحل البحر المتوسط منذ سنة 1984 انتشر في البداية في مسافة قدرت آنذاك ب 4 أمتار مربع في سواحل مدينة نيس الفرنسية، ثم بلغت المساحة 5000 هكتار في سنة؟؟؟؟.، وأكد أن الوضع لم يعد يحتمل السكوت والترقب ويتعين الانتقال إلى إجراءات عملية وملموسة لدرء الخطر قبل أن يأخذ أبعادا مضاعفة.