حذرت الاتحادية الوطنية للصيد البحري المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين من الوضعية التي تعيشها بعض سواحل الجهة الشرقية في ولايتي سكيكدةوعنابة، بسبب الفضلات والمخلفات التي تطرحها بعض الشركات الأجنبية في الوديان. هذه الأخيرة تصب مباشرة في البحر، وجعلته ملوثا، الأمر الذي تسبب في نفوق كميات كبيرة من مختلف أنواع الأسماك طفت إلى السطح، تهافت عليها الصيادون والمواطنون، ومن استهلكوها أصيبوا بتسمم. نددت الاتحادية الوطنية للصيد البحري المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بحالة السواحل، خصوصا الجهة الشرقية التي صارت تشكل مصدرا لعصابات ومافيا المرجان، التي باتت تتحين الفرص لنهبه في كل مرة بحثا عن الربح السريع والثراء، لغلاء سعره الذي يقدر ب 1800 أورو للكيلوغرام الواحد. وتشكل العصابات ومافيا المرجان، من جنسيات تونسية وإيطالية ومجرية، حسب رئيس الاتحادية الوطنية للصيد البحري، بلوط حسين، في تصريحه ل”الفجر”، أهم الشبكات المختصة في نهب هذه الثروة الحيوية التي ما فتئت،حسبه، تتناقص في السواحل الشرقية بسبب استعمال ”الصليب” ”لاكروا” في الصيد غير الشرعي للمرجان، أو بالأحرى تخريب هذه الثروة بالرغم من أن نموها يكون بمعدل 2 سم كل سنة، وهذا لم يمنع من نهبه. وقد تم خلال الأسابيع السابقة حجز كمية تقدر ب 40 كلغ من المرجان كانت موجهة للتهريب نحو الخارج، حيث تمكنت المصالح المختصة من استرجاع هذه الكمية. في سياق آخر، كشف المتحدث أن بعض سواحل الجهة الشرقية للبلاد تعيش وضعية كارثية بسبب نفوق كميات معتبرة من مختلف أنواع الأسماك، التي طفت إلى السطح في كل من سواحل ”القل” و”فلفلة” بولاية سكيكدة، وكذا سواحل ولاية عنابة، ويتعلق الأمر بسمك ”الميرو” وبعض السمك الذي يشبه إلى حد كبير سمك الحوت ويعرف باسم ”الكاشالو” شبيه ب”البالان”، لكنه أصغر حجما من. وهي الكميات التي تفاجأ بها المواطنون والصيادون، ومنهم من جمعها ومنهم من اصطادها، وتم تسويق السمك في سوق السمك، وهو حال مسمكة ”قمبيطة” بولاية عنابة التي تهافت فيها المواطنون على اقتناء السمك، لكن العديد منهم، حسب حسين بلوط، أصيبوا بحالات إسهال حاد وتقيؤ مصحوبة بآلام في المعدة. وقد تم نقلهم مباشرة إلى المستشفيات على وجه السرعة لتلقي العلاج والإسعافات اللازم ليتبين فيما بعد أنهم تسمموا بفعل تناولهم للسمك. وأرجع المتحدث سبب نفوق تلك الأسماك إلى الفضلات ومخلفات الشركات الصناعية التي ترمى في وديان تصب مباشرة في البحر وقد لوثته، كما تتسببت أنواع من الطحالب المسمومة والقاتلة في موت الأسماك.