سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تصنيف منطقة الساحل في الدائرة ''الحمراء'' بسبب القاعدة أمر ظالم ومبالغ فيه منظمو الرحلات السياحية الجماعية ينتقدون ''تحذيرات'' الخارجية الفرنسية للمسافرين
وصفت 6 وكالات سياحية فرنسية تصنيف منطقة الساحل ب''المنطقة الحمراء أمنيا'' من طرف الخارجية الفرنسية بسبب نشاط عناصر القاعدة، بأنه تحذير ''مبالغ فيه'' و''ظالم'' باتجاه سكان هذه المناطق الصحراوية. وقال ممثلو هذه الوكالات السياحية أنهم تنقلوا إلى منطقة الساحل وتلقوا تطمينات من السلطات بشأن الوضع الأمني وتوفر الحماية المطلوبة للسيّاح الأجانب. أعلن منظمو الرحلات الفرنسية، أول أمس، في نواكشوط أنهم ''اطمأنوا'' بشأن سلامة السيّاح الذين يزورون المنطقة وذلك عقب زيارة قادتهم إلى دول الساحل لتقييم الوضع جراء ما يسمى ب''تهديدات تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، باختطاف السيّاح الغربيين''. وقال المتحدث باسم الوكالات الفرنسية للساحة جيرار غيريي ''نحن متأكدون أن الأمن متوفر بالنسبة لرحلات السيّاح الجماعية في كامل ربوع التراب الموريتاني''. أبعد من ذلك انتقد جيرار غيريي ''التحذيرات'' التي تصدرها دوريا الخارجية الفرنسية إلى المسافرين المتوجهين إلى الخارج وبخاصة إلى منطقة الساحل والتي اعتبرها ب''المبالغ فيها'' من حيث تقييمها للخطر الإرهابي. وذكر المتحدث في هذا الصدد بأن تصنيف الكيدورسي لمنطقة الساحل ضمن الدائرة ''الحمراء'' من حيث الخطر الأمني بأنه أمر ''مبالغ فيه وظالم بالنسبة لسكان هذه المناطق''، حتى وإن كانت منطقة الساحل قد شهدت أنشطة لعناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ضد الرعايا الغربيين. وحسب السيد غيريي، ستواصل وكالات تنظيم الرحلات السياحية الترويج وبيع هذه الوجهة السياحية للمواطنين الفرنسيين والأوروبيين باتجاه موريتانيا، المالي والنيجر، وذلك خدمة لسكان هذه المناطق الذين يرحبون بالسيّاح كثيرا. واعترف الناطق باسم منظمي الرحلات السياحية الفرنسية بتضرر السياحة في هذه المنطقة من الصحراء، إلا أنه لا ''يستبعد عودتها ولو بشكل بطيء'' لما تزخر به من ثروات طبيعية هائلة. ويأتي تمسك منظمي الرحلات السياحية الجماعية الفرنسيين بهذه الوجهة السياحية الصحراوية، عقب عملية معاينة وتقييم قاموا بها في الميدان، من خلال تنقلهم والتقائهم بمسؤولي عدة دول في الساحل، وهو ما يكشف أن التحذيرات التي تطلقها بعض الدول الأوروبية والأمريكية حول الخطر الداهم في منطقة الساحل بسبب تهديد عناصر تنظيم القاعدة، هو تصنيف تحكمه اعتبارات سياسية وانتخابية أكثر منه تصنيف واقعي، بدليل أن الوكالات السياحية الفرنسية لم تخف وصفها ل''تحذيرات'' الكيدورسي ب''المبالغ فيها'' في تقييمها للخطر الإرهابي. كما يعتبر إعلان هذه الوكالات السياحية مواصلة نشاطها في منطقة الساحل، رغم التحذيرات بالخطر الأمني والإرهابي، هو بمثابة دعوة لضرورة مراجعة الطرق المقترحة لعلاج المعضلة الأمنية، على اعتبار أن منطقة الساحل بحاجة إلى تنمية اقتصادية واجتماعية لشعوبها، أكثر منها إلى حشد الجيوش الأجنبية، وهي الوصفة التي تقترحها وتدافع عنها الجزائر من خلال خلق صندوق تنمية شمال مالي والذي هو بصدد انتظار مساهمة الدول الأوروبية منذ سنوات.