شهادة إيمان صادرة من الرسول صلي الله عليه وسلم وجموع المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله ، يتبعها توسل ورجاء إلى رب العالمين بألا يؤاخذنا بأخطائنا وتقصيرنا ، وألا يحملنا مالا نطيق من الشدائد والصعاب . هذا ما جاءت به آخر آيتين من سورة البقرة. ويحدثنا عن فضلهما العظيم، الدكتور ناصر أبو عامر، مدرس الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، واصفا خواتيم البقرة بأنها نور اختص به الله نبيه ،وأعطاه إياها ضمن ثلاث منحات منحها له عند سدرة المنتهي . وجعل فيها تحصين وحفظ من الشيطان كما ذكر الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بينما جبريل قاعد عند النبي صلي الله عليه وسلم ، سمع نقيضا من فوقه ، فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح إلا اليوم ، فنزل منه ملك فقال : هذا ملك نزل إلي الأرض لم ينزل إلا اليوم فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما ولم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :”من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليله كفتاه ”. وعن عبد الله بن مسعود قال : لما أسري برسول الله انتهي به إلى سدرة المنتهي فأعطي الصلوات الخمس، وأعطى خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته المقحمات وهي الكبائر والذنوب العظام التي تقحم أصحابها في النار. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ”إن الله تبارك وتعالي كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، فأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ”. وهكذا فالمتحقق حدوثه من خواتيم البقرة أنها حصن من شر الشياطين والجان وكيدهم وهمزهم، وان قراءتها في ليلة تسد مسد قراءة القرآن مطلقا سواء كان في داخل الصلاة أم خارجها، وأنها تغني عن قيام تلك الليلة بالقرآن،وهذا معنى قوله صلي الله عليه وسلم ( كفتاه ).