تعالت الأصوات العراقية الداعية إلى حل حكومة نوري المالكي بعد سلسلة الاحتجاجات التي عرفتها العديد من المناطق العراقية والتي نادت بإسقاط النظام. وبينما دعا إياد علاوي إلى حل البرلمان العراقي في ظرف 48 ساعة، قدم الدوري دعمه الكامل للمحتجين داعيا إياهم إلى مواصلة مسيرتهم للتخلص مما أسماه ”نظام صفوي” يرمي لهدم العراق. دعا جبار الكناني النائب عن ائتلاف ”دولة القانون” الذي يرأسه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، معتبرا ذلك مفتاح الحل لإنقاذ العملية السياسية في البلاد، حسبما نقلت عنه وكالة ”صوت العراق، ودعا المالكي في بيان له يوم الجمعة قوات الأمن إلى إبداء أقصى درجات ضبط النفس لتفويت الفرصة على المنظمات الإرهابية التي تعمل على جرها إلى مواجهة مسلحة أو ضرب المتظاهرين السلميين ومنع المنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة من اختراق التظاهرات وحرف مسارها السلمي وتشويه المطالب المشروعة للمواطنين، وأن تبقى ساحة المواجهة مفتوحة مع التنظيمات الإرهابية خارج ساحة التظاهرات. من جانبه دعا إياد علاوي زعيم ”القائمة العراقية”، في حديث متلفز، نوري المالكي إلى تقديم الاستقالة. وقال علاوي ”ليس هذا هو العراق الذي كافحنا من أجله لكي ينعم بالعدالة والحرية بعيدا عن الخوف والحرمان وإن العراق لن يكون ملكا لأحد أو طائفة بل لكل العراقيين في دولة عزيزة”، حسبما نقلت عنه وكالة ”د. ب. أ” الألمانية للإنباء. وأعرب زعيم ”العراقية” عن قناعته بأن ”ما يجري الآن في العراق هو ضمن الفراغ الحاصل في ظل غياب رئاسة الجمهورية بسبب مرض الرئيس جلال الطالباني لأنه يحمي الدستور، وأضاف قوله إنه في حال ”استمرار الأوضاع على هذا الحال، فإن الأمور ستؤول إلى مزيد من التشظي والكوارث والتوترات، لذا لا بديل عن رحيل هذه الحكومة وفسح المجال أمام حلول جذرية سلمية وحقيقية”. وتابع قائلا ”لقد أثبتت الحكومة عجزها الكامل عن إصلاح الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية”. كما أعلن ائتلاف القائمة العراقية، الذي يتزعمه إياد علاوي، أنه ستتم الدعوة إلى حل البرلمان العراقي في غضون 48 ساعة. وقال الائتلاف إن حكومة المالكي ستكون حكومة منزوعة الصلاحية، أي حكومة تصريف أعمال. وفي ظهور نادر له، اتهم عزة الدوري نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بأنه ينفذ ”مشروعا صفويا” لتدمير العراق وجعله تابعا لإيران. ونقلت وكالة ”الأناضول” عن الدوري، في أول ظهور إعلامي له منذ 9 أشهر في تسجيل فيديو بث على موقع ”يوتيوب” على الإنترنت، أول أمس الجمعة، إنه موجود بمدينة بابل وسط العراق، ويدعم التظاهرات التي تشهدها عدة مدن عراقية ضد حكومة المالكي. وظهر الدوري مرتديا زيه العسكري، قائلا إنه يخاطب العراقيين بمناسبة عيد تأسيس الجيش العراقي الذي يوافق السادس من كانون الثاني من كل عام. وناشد المعتصمين في الميادين العراقية التي وصفها بميادين الجهاد في مدن الفلوجة ونينوى وصلاح الدين وسامراء وغيرها قائلا إن ”شعب العراق وكل قواه الوطنية والقومية والإسلامية معكم، ويشد على أيديكم، ويؤازركم حتى تحقيق مطالبكم العادلة في إسقاط الحلف الصفوي والفارسي، مضيفا أن قيادة حزب البعث الحزب الحاكم في عهد صدام تدرس اليوم موضوع القصاص العادل والحازم من كل من يقف مع المشروع الصفوي في العراق. ويعد حديث الدوري الثاني من نوعه في خلال تسعة أشهر منذ اختفائه مع باقي قيادات حزب البعث في التاسع من أفريل 2003 وثاني دليل مادي على بقائه على قيد الحياة بعد ظهوره العلني الأول في السابع من أفريل من العام 2012 بمناسبة تأسيس حزب البعث المنحل، وأطلق فيه خطابا مشابها لخطاب اليوم بما يتعلق بسياسة الحكومة وتبعيتها لإيران. وقد شهدت العراق في بعض مناطقها، يوم الجمعة، احتجاجات ضد رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، حيث احتشد الآلاف في محافظة الأنبار وعدة مدن عراقية، تحت مسمى ”جمعة الصمود”، للمطالبة بإطلاق المعتقلين وإلغاء قانون الإرهاب والتوقف عن اضطهاد السنة، وهتف المحتجون بالشعار التقليدي لثورات الربيع العربي: ”الشعب يريد إسقاط النظام”، في تواصل لحركة احتجاج شعبية انطلقت قبل أسبوعين، وكان مركزها في الأنبار. وفي الرمادي، مركز محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، خرج نحو 200 ألف متظاهر إلى شوارع المدينة. وفي الموصل، احتشد متظاهرون في مساجد المدينة، وسط مطالبات بإخراج قوات الشرطة الاتحادية، واستبدالها بشرطة المدينة. وامتدت الاحتجاجات إلى مناطق ومدن وأحياء لم تشهد مظاهرات من قبل، حيث توافد الآلاف إلى مدينة الأعظمية وسط العاصمة بغداد مع انتشار كثيف لقوات الأمن. وخرجت مظاهرات بالتزامن أيضا في الفلوجة وسامراء وتكريت وديالى. وتأتي هذه المظاهرات على خلفية قيام السلطات العراقية باعتقال عدد من حراس وزير المالية، رافع العيساوي، بتهمة التورط في أعمال إرهابية. وتشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين، منذ 25 ديسمبر الماضي، مظاهرات حاشدة للمطالبة بإطلاق سراح السجينات والمعتقلين وتغيير مسار الحكومة.