أقدم، صباح أمس، المئات من طلبة علم النفس السنة الرابعة بجامعة الجزائر 2 (بوزريعة)، على غلق الكلية ومنع الدخول والخروج منها، وذلك بعد حرمانهم من التربص التطبيقي بسبب قرار التجميد الصادر عن النقابة الجزائرية للأخصائيين النفسانيين منذ قرابة 3 أشهر، وذلك لدفع وزارتي الصحة والتعليم العالي بتنظيم سير العملية من خلال اتفاقية ثنائية حسب المراسيم والقرارات المسيرة للتربصات المهنية والتطبيقية. وأفادت مصادر مطلعة ل”الفجر” أن المئات من طلبة السنة علم النفس تخصصي (العيادي والأرطفوني) أقدموا في خطوة غير مسبوقة، ولم تكن تتوقعها إدارة الكلية بأن يوصدوا أبواب الطلبة، ويمنعوا من الدخول إليها والخروج منها، وهذا كموقف صادر منهم يعبر عن رفضهم المطلق ، ناهيك عن الاستياء والغضب بسبب حرمانهم من حق التربص الذي يعتبر بمثابة مادة في المقرر الدراسي للعام الرابع في دراستهم الجامعية، لأن الطالب يتحصل على علامة تدون في كشف النقاط. وأوضحت المصادر ذاتها، أن الطلبة ومنذ تاريخ 4 نوفمبر 2012 قرار النقابة الجزائرية للأخصائيين النفسانيين، قرروا تجميد التربصات ومقاطعتها بسبب الظروف والوضعية التي تجرى فيها، وذلك دون أدنى تنظيم، كما قال رئيس النقابة الدكتور كداد خالد، أمس، في تصريح ل”الفجر”، أنه يجب التوقيع على اتفاقية بين الوزارتين، طبقا لما تصمنه المرسوم التنفيذي رقم 88/90 المؤرخ في 3 ماي 1988، المتضمن تنظيم تدريبات الطلبة في الوسط المهني الذي جاء فيه ”أولا تحديد تواريخ التربصات مدتها ومكانها، ثانيا عدد الطلبة المقبول استقبالهم، ثالثا مخطط عمل المتربصين والأهداف المرسومة، رابعا المحاور والمواضيع المعتمدة وهوية المتربصين المكلفين بالإشراف على الطلبة ومستواهم، خامسا التكاليف المادية والمالية التي تتحملها الأطراف المتعاقدة بالإضافة إلى الشروط الأخرى”، وهو ا تتضمنه المادة 7 من المرسوم. وتوجد قرارات وزارية -حسب المتحدث-تنظم سير العملية تجاهلتها الوزارتين المعنيتين، وتتعلق بقرار وزاري مؤرخ في 23 أفريل عام 1989، المتعلق بطبيعة تداريب الطلبة في الوسط المهني وتقييمها ومراقبتها، وقرار وزاري مشترك مؤرخ في 02 ماي 1989، يحدد قائمة الشعب المعنية بتداريب الطلبة في الوسط المهني ومدة التدريبات الخاصة بها، مستغربا من إجراء عملية تربص طلبة علم النفس بوجود مراسيم وقرارات تنظم العملية لكنها لا تحترم ويوجه المئات بل الآلاف منهم بشكل عشوائي وفوضوي وغير منظم ما أضر بحقوق الطالب والمؤطر. وأكد مسؤول النقابة في وقت سابق، بأن طلبة علم النفس هذه الأيام توافدوا وبالعشرات وكل يوم على مكتب النقابة، متسائلين عن مصيرهم المجهول على حد تعبيرهم، واستغربوا عدم تحرك مسؤولي وزارتي الصحة والسكان والتعليم العالي والبحث العلمي لتنظيم العملية التي باتت مرهونة بإجراءات استعجالية يقوم بها ممثلي الحكومة لمباشرة التربص لفائدة الطلبة باعتباره يحسب كوحدة في المقرر التكويني والتعليمي لهم للحصول على شهادة التخرج. وكان طلبة السنة الرابعة علم النفس بجامعة ”الجزائر 2” (بوزريعة)، نظموا قبل العطلة الشتوية تجمعا واعتصاما أمام رئاسة الجامعة، احتجاجا على تجميد التربصات الخاصة بهم من طرف الأخصائيين النفسانيين، وذلك بسبب عدم تنظيم العملية من قبل وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والصحة والسكان اللتين تجاهلتا مطلب الأخصائيين النفسانيين، بالرغم من وجود العديد من المراسيم المنظمة لسير عمل التربصات المهنية لكن دون جدوى. وأوضحت المصادر ذاتها، أن رئاسة جامعة ”الجزائر 2” (بوزريعة)، رضخت لمطلب الطلبة والتقت مجموعة عن ممثليهم وطلبت منهم تقديم مطالبهم في هذا الشأن.