احتفت التشكيلية الألمانية المقيمة بالجزائر، بتينا هاينن عياش، بالذكرى الخمسين لوجودها في الجزائر، وبالتحديد في مدينة ڤالمة، وذلك وسط ثلة من المبدعين والتشكيليين الذين رافقوا الفنانة على مدار سنوات عمرها الفني الذي قضته تتنقل بين معارض العالم، كله لتعود في الأخير إلى ڤالمة وتواصل مسيرة الإبداع بلمسة من طبيعة المنطقة وحكايات سكانها. كان اللقاء فرصة لتعبر من خلاله الفنانة عن حزنها العميق من بعض الفنانين الجزائريين الذين لا يستوحون مواضيع لوحاتهم من الطبيعة، وبالتالي يكونون قد حرموا أنفسهم من هذا الجمال الإبداعي اللامتناهي، وبالتالي فقدوا عنصر التفاعل بينهم وبين الكون، ما يفقدهم نصف موهبتهم، داعية إياهم للتواصل مع الطبيعة ومكنوناتها لأنها سر الإلهام الحقيقي ووقود الإبداع!. واعتبرت الفنانة التشكيلية أن عشقها للجزائر لازال راسخا في ذاكرتها، وأنها كلما سافرت أعادها الحنين إلى أحضان هذا الوطن الذي دخلته في سنة 1962 رفقة زوجها الجزائري الراحل عبد الحميد عياش، غداة استقلال الجزائر، ومنذ ذلك الحين والجزائر تسكنها كما تسكن هي الجزائر، على حدّ تعبيرها. يذكر أن الفنانة أقامت خلال مشوارها الفني 100 معرض عبر العالم، وكانت تعرض لوحاتها المستوحاة من طبيعة الجزائر الخلابة، خاصة جبال ماونة وتضاريس ڤالمة وضواحيها وآخر أعمالها، مع قيامها بمعرض في برلين نهاية السنة الفارطة، حيث لقي نجاحا كبيرا. وآخر اللوحات التي أنجزتها عبارة عن 9 لوحات وسمتها ب”نظرة من النافدة”.