مهما تعاقبت الأزمنة واختلفت الأماكن تبقى الموهبة إلهاما ربانيا يسكن الموهوب ويحرك الإبداع بداخله الى أن يستسلم الى مكنونات الوجدان، ويمتثل لأوامره، كما حدث مع الإعلامي والفنان مصطفى كمال لصطب، الذي هرب من واقعه ليجد نفسه أسير عالم يلاحقه منذ الصبا، ويكبر فيه ويتربص به إلى أن تمكن منه في الأخير وجرفه إلى عالمه الخاص، عالم الريشة والألوان ليجد نفسه فنانا من جديد. احتضن رواق عائشة حداد بديدوش مراد معرضا للإعلامي والفنان التشكيلي مصطفى كمال لصطب، يتضمن 25 لوحة استمتع الجمهور بها، خاصة زملاءه الذين اكتظت بهم القاعة والذين تحاملهم الشغف لاكتشاف إبداع وموهبة زميلهم لأول مرة في معرض راقهم. ثلاث عشرة لوحة اختارها الفنان ليجسد فيها أهم معالم مدينة تلمسان، مستنبطا رسوماتها من تراث وتاريخ المدينة العريقة، التي زارها خلال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. وعن سبب اختياره لعنوان ثلاثة عشر قال الفنان “ لأن المعرض يحتوي على 13 لوحة، خاصة بمدينة تلمسان وفي نفس الوقت هي ترمز الى ترقيم المدينة، وكذالك رمز للشهر الثالث عشر بعد مضي 12 شهرا من تظاهرة “تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية”. أما باقي اللوحات فهي مناظر مختلفة استعمل فيها الفنان تقنيات الرسم المائي والزيتي، كما مزج بين مناظر الطبيعة الصامتة ومناظر مستوحاة من الخيال، ولأن الفنان يفضل الصمت عندما يرسم فقد كان النصيب الأوفر للخيال في لوحاته. وبالرغم من ان الفنان واجه صعوبات لم تمكنه من اقامة معرضه خلال تظاهرة “تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية”، إلا أن مؤسسة فنون وثقافة فتحت المجال في وجه المبدعين الهواة ممن لم يتلقوا تكوينا بمدرسة الفنون الجميلة، وكان مصطفى كمال لصطب واحدا من بين هؤلاء المبدعين. وبما أن الريشة تصالحت مع المبدع، فلن يكون معرضه الأول والأخير، فهو يعد الجميع بمعارض أخرى حال اشتداد عوده وتنبغ ريشته، هذا الفنان الذي يستلهم قوته من الصمت. للتذكير، مصطفى كمال لصطب من مواليد 01 أوت 1982 ببسكرة، خريج جامعة بوزريعة، متحصل على شهادة ليسانس في علوم الإعلام والاتصال وحاصل على شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية في الإنكليزية التقنية من نفس الجامعة سنة 2004. للإشارة، الإعلامي والفنان كمال لصطب تحصل على اول جائزة بالابتدائية سنة 1998 ببسكرة.