"البوحمرون" يقتل أطفال البدو الرحل واللقاحات غير كافية سارعت وزارة الدفاع الوطني إلى إيفاد عدد من إطارات الصحة بالجيش الوطني إلى أقصى مناطق الجنوب للوقوف على مدى الضرر الذي يشكو منه السكان الذين يعانون الأمرين في الاستفادة من الرعاية الصحية، بعد انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة قلة أو غياب أدنى الضروريات، والتي تجبرهم على قطع مئات الكيلومترات لمجرد الكشف عن أمراض تصيب أجسادهم، وعينت أطباء عسكريين للتكفل بالمدنيين. كشفت مصادر ”الفجر” أن وزارة الدفاع الوطني أوفدت أطباء عسكريين إلى الجنوب بعد زيارة قادت إطارات الصحة بالجيش الوطني الشعبي لكل من منطقة تمنراست وبرج باجي مختار التابعة لولاية أدرار، حيث تم تكليفهم بمهمة توفير الرعاية الصحية للعسكريين والمدنيين على حد سواء، والعمل على الحد من انتشار الأمراض والأوبئة في هذه البقعة التي عرفت نزوحا كبيرا لمواطنين ماليين فروا من ويلات الحرب ونقلوا أمراضا معدية بدأت مضاعفاتها تسجل خاصة عند البدو الرحل الذين فقدوا 15 شخصا لحد الآن بعدما أصيبوا ب”البوحمرون”. وأوضحت مصادرنا أن إطارات الصحة بالجيش زاروا المستشفى الجواري لمنطقة برج باجي مختار، الأسبوع الفارط، بعد زيارات قادتهم إلى مشافي وعيادات عدة مناطق حدودية، للوقوف على وضعياتها، وتم الإقرار بضرورة تحويل الأطباء العسكريين لرفع المعاناة عن السكان الذين ضاقوا ذرعا من ال”لامبالاة” وعدم تمكينهم من رعاية صحية في مستوى تطلعاتهم وتحفظ لهم كرامتهم، خاصة وأن السكان تعودوا التنقل مئات الكيلومترات للتمكن من معالجة أمراضهم وتلقي الإسعافات اللازمة. وسبق لسكان برج باجي مختار أن انتفضوا بسبب اضطرارهم إلى قطع مسافة تصل إلى 800 كيلومتر لبلوغ المراكز الاستشفائية في رڤان وأدرار، في وقت يفتقر فيه المستشفى الجواري إلى أطباء وممرضين. وأضافت مصادرنا أن 15 شخصا لقوا مصرعهم متأثرين بأعراض داء البوحمرون في عدة مناطق من الجنوب من بينهم أطفال، فيما يعاني العشرات من المرض الذي يزداد انتشارا يوما بعد يوم، في وقت لا تصل فيه اللقاحات إلى بؤر انتشاره، كما أنها غير كافية رغم الجهود المبذولة في هذا الإطار.