روسيا تقول إن اجتماع روما يشجع المتطرفين تبحث اليوم باسطنبول الهيئة العامة للائتلاف في تحديد هوية رئيس حكومة تتولى تدبير الأمور في المناطق المحررة في خطوة فسرها البعض بأنها نتيجة ضغوط أمريكية - روسية لفتح حوار بين نظام بشار الأسد ومعارضيه، وهو ما تصدر المباحثات التركية الأمريكية نهار أمس بإسطنبول. تصدرت الأزمة السورية المباحثات الأمريكية التركية التي جمعت أمس وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بالمسؤولين الأتراك، في محاولة لزيادة الضغط على الأسد للتنحي والسماح بعملية تحول ديمقراطي في البلاد، وقبل ذلك أرجأت المعارضة السياسية السورية المحادثات الخاصة باختيار رئيس حكومتها المؤقتة، على أمل أن يتوصل زعماؤها اليوم في اسطنبول لتشكيل قيادة حكومية تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين، وذهب البعض إلى القول بأن المحاولة الأميركية الروسية لفتح حوار بين النظام السوري والائتلاف سيفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية مما يتعارض مع فكرة تشكيل حكومة مؤقتة من قبل الائتلاف. وتعتبر المحطة التركية تعزيزا لموقف الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي أفرزه مؤتمر ”أصدقاء سوريا” بروما والقاضي بتقديم دعم مباشر للمعارضة السورية يشمل المساعدات الإنسانية والتقنية ومساعدات مباشرة غير قتالية، وهو الموقف الذي يرى فيه البعض تحولا في السياسة الأمريكية إزاء الوضع في سوريا. غير أن واشنطنوأنقرة لم تتفقا بصفة نهائية حول مسألة مساعدة المعارضة السورية رغم تأييدهما لفكرة رحيل الرئيس الأسد، حيث ترغب تركيا بانتصار المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد في اقرب الآجال، خاصة وأن أنقرة تستضيف 200 ألف لاجئ سوري و تعرف توترا على الحدود بين البلدين، حيث تعرضت في مرات عدة لسقوط قذائف على أراضيها دفعت بحلف الناتو إلى نشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية لاعتراض أي هجوم جوي محتمل من سوريا. وأعلنت واشنطن خلال مؤتمر ”أصدقاء سوريا” تقديم مساعدات تشمل إمدادات طبية وغذائية للمقاتلين و60 مليون دولار لمساعدة المعارضة المدنية، وتقديم مساعدات مالية للمعارضة لدعمها في القيام بمهام الحكم الضرورية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وهو القرار الذي لم يرض رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب الذي قال أن هذه المشاورات أهملت دماء الأبرياء التي تنهمر يوميا على الأراضي السورية، مطالبا بضرورة وقف تدفق الأسلحة والذخائر للنظام السوري خاصة من طرف روسيا تحت مسمى تسوية صفقات سابقة. كما قرر الاتحاد الأوروبي تمديد العقوبات على سوريا حتى أول جوان المقبل وتعديلها ليسمح بتوريد عربات مدرعة ومعدات عسكرية غير فتاكة وتقديم مساعدة فنية للمعارضة السورية لحماية المدنيين، استجابة لضغط بريطانيا وأطراف دولية أخرى لتخفيف الحظر الأوروبي على الأسلحة الموجهة لمساعدة خصوم الرئيس بشار الأسد. وسبق إعلان كيري وعد وزراء خارجية 11 دولة تشارك في مؤتمر ”أصدقاء الشعب السوري” وبينها الولاياتالمتحدة والأوروبيون، بتقديم المزيد من المساعدات السياسية والمادية للمعارضة السورية، ومزيد من الدعم السياسي والمادي للائتلاف الوطني السوري الممثل الوحيد والشرعي للشعب السوري وبتقديم مزيد من الدعم الملموس الى الداخل السوري. من جهته أشار الرئيس الروسي فلادمير بوتين اثر لقائه بنظيره الفرنسي إلى الدور الروسي المحوري في الملف السوري وطالب بضرورة التريث بشأن دعم المعارضة، فيما قال فرانسوا هولاند أن بلاده تتبنى الخيار السلمي في سوريا وتدعم كل القرارات التي تفتح الحوار بين الأسد والمعارضة لتفادي تفكك سوريا، كما طرح هولاند فكرة تعيين وسيط محل ثقة بين النظام والمعارضة. على أرض الواقع تواصلت المعارك وأعمال العنف في سوريا وحصدت إلى غاية أول أمس 82 قتيلا منهم 31 مدنيا و25 مقاتلا معارضا و26 جنديا نظاميا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، حيث سيطر مقاتلون معارضون الخميس على الجامع الأموي الكبير في مدينة حلب في شمال سوريا بعد انسحاب القوات النظامية منه اثر اشتباكات دامت أيام، ويتواصل القتال في مدن سورية عدة على غرار حلب التي تشهد معارك يومية، دمشق ومناطق أخرى.