باشرت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون والمبعوث العربي والأممي بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي مهمة في القاهرة أمس لبحث تطورات الأزمة السورية مع مسؤولين من الحكومة المصرية والجامعة العربية وممثلين عن المعارضة السورية. وطالبت أشتون قبل وصولها للقاهرة بتوخي الحذر بشأن مسعى فرنسا وبريطانيا لرفع حظر يفرضه الاتحاد الأوروبي على تصدير الأسلحة إلى سوريا لمساعدة مقاتلي المعارضة، وشككت في مدى تأثير مثل هذه الخطوة على المحاولات الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية، ودعت أشتون الاتحاد الأوروبي للتشاور مع الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب بشأن مدى تأثير رفع الحظر على جهودهما الرامية لبدء محادثات سياسية، كما قالت أشتون إنها أبلغت قادة الاتحاد بضرورة التفكير بحرص شديد في تداعيات رفع حظر السلاح.ذ وأضافت "هل سيزيد إرسال الأسلحة إلى الميدان من احتمال قيام آخرين بنفس الشيء؟ وماذا سيكون رد فعل بشار الأسد بناء على ما نعرفه عن ردود فعله حتى الآن؟ وهل سيوقف ذلك قتل الناس أم سيسرع من وتيرة قتلهم؟". في الشأن ذاته، كشفت مصادر إعلامي بريطانية عن قيام بريطانيا بسحب وحدات من قواتها الخاصة المنتشرة في أفغانستان، في إطار خطة اعتمدتها لمساعدة المعارضة السورية وقالت المصادر أمس إن قادة القوات الخاصة وقوات المغاوير البريطانية يضعون خططاً سرية لتزويد مقاتلي المعارضة السورية بالأسلحة، التي يحتاجون إليها بصورة ماسة وأضافت أن وحدات القوات الخاصة ستعمل بتوجيه من جهاز الأمن الخارجي البريطاني "أم آي 6"، ونظيره الفرنسي، الإدارة العامة للأمن الخارجي، لتسليم أسلحة قيمتها 20 مليون جنيه للمتمردين السوريين خزّنتها لندن في بلدان مجاورة لسورية، ونسبت المصادر إلى مصدر حكومي قوله، إن جنود القوات الخاصة البريطانية يتم سحبهم بهدوء من أفغانستان للإعداد لمهمتهم الجديدة وكشف ذات المصدر الأسبوع الماضي أن بريطانيا أرسلت أسلحة قيمتها 20 مليون جنيه، أي ما يعادل 30 مليون دولار، إلى المتمردين السوريين تشمل بنادق هجومية ومدافع رشاشة خفيفة وقنابل يدوية وصواريخ مضادة للدبابات وقاذفات صاروخية وذخيرة، وقامت بتخزينها في دول مجاورة لسورية وتكفي لتسليح 1000 مقاتل من قوات المعارضة وأضافت نقلاً عن مصدر حكومي وصفته بالمطلع أن الأسلحة "أُرسلت قبل أسابيع في إطار خطة وضعها كبار مسؤولي وزارة الدفاع البريطانية لنقل ما قيمته مليون جنيه إسترليني من الأسلحة للمتمردين السوريين بمعدل يومي"، من جهة أخرى، ربطت منظمة "هيومن رايتش ووتش" لمراقبة حقوق الإنسان، ارتفاع أعداد القتلى في صفوف المدنيين السوريين باستخدام قوات بشار الأسد للقنابل العنقودية بحسب تقرير إعلامية، وأكدت المنظمة أن قوات الأسد استخدمت تلك القنابل في 120 موقعا خلال 6 أشهر، وذلك بالتزامن مع تكثيف استخدام صواريخ سكود في قصف مدن الشمال السوري، وكشف التقرير وبدلائل موثّقة عن توسيع النظام السوري لعملياته العسكرية التي يستخدم فيها القنابل العنقودية المحظورة دولياً وذلك رغم التنديدات الدولية والحظر المفروض عليها، وخلص التقرير الذي ارتكز على تحليل صور لنحو 450 شريط فيديو وشهادات ميدانية إلى أن الطيران الحربي للنظام ألقى أكثر من 156 قنبلة عنقودية في نحو 119 منطقة سورية خلال الأشهر الستة الماضية ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية واسعة ونالت المناطق الشمالية في سوريا النصيب الأكبر من الاستهداف بالقنابل العنقودية على غرار إدلب وحمص وحماة وحلب وريفها، ويخزن النظام السوري هذه القنابل الروسية الصنع المحظورة دولياً بحسب جنود منشقين في مطاراته ومستودعاته العسكرية وتكون تلك القنابل داخل حاضن يزن ما بين 250 إلى 350 كيلوغراماً.