فقدت الأسرة الفنية والثقافية، أحد أبرز رجالها هو الشاعر والفنان ”مصطفى تومي” الذي وافته المنية، ليلة أمس، بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة عن عمر ناهز ال 76 سنة، بعد صراع طويل مع المرض وفقا لما ذكرته عائلته. الفنان من مواليد 14 جويلية 1939، بالقصبة بالعاصمة، زاول دراسته بمدرسة ”سودان” و”بالي”، ثم دخل مدرسة ”سان لوي” التي كان لها صيتها في العاصمة، من جانب آخر ساهم في الثورة التحريرية، حيث بدأ نضاله السياسي وعمره آنذاك 17 سنة، فقد كلّفه قادة الثورة بمهمة الاتصالات بباريس وتونس ثم كلفه العقيد عبد الحفيظ بوالصوف وسعد دحلب بالعمل في إذاعة الناظور السرية بالمغرب ليكتب ويقرأ البيانات باللغة الأمازيغية والفرنسية. بينما تقلّد بعد الاستقلال منصب مسؤول الشؤون الثقافية بوزارة الإعلام، واشتغل في الصحافة لنصف قرن من الزمن من خلال عمله بعدة عناوين وطنية، كما عمل بالعمل الإذاعي باللغات الثلاث العربية، الأمازيغية والفرنسية. يعدّ الراحل بمثابة الفنان البارع والمميز، شارك في عدة أعمال منها دوره في مسرحية ”كهينة” مع الراحل مصطفى كاتب، شارك المرحوم في تنظيم المهرجان الإفريقي الناجح الذي احتضنته الجزائر وكتب حينها أغنية ”إفريقيا” التي غنتها مريم ماكيبا، كتب كلمات جملة من الأعمال الشعرية والفنية على غرار أغنيته الشهيرة ”تشيي غيفارا” لمحمد العماري، ”يا دلال”، ”سبحان الله يا لطيف” التي أداها الحاج العنقى و”قلبي يا بلادي لا ينساك”. كما طرق باب السينما وكتب سيناريوهات مختلفة أبرزها سيناريو فيلم ”الشبكة”، وآخر لفيلم ”المفيد” الذي أخرجه عمار العسكري وغيرها. يذكر أنّ إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد سيكون صبيحة اليوم بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، ليدفن بعدها بمقبرة القطّار.