توفي، فجر أمس، الشاعر والمبدع الجزائري، مصطفى تومي، عن عمر ناهز ال76 سنة، بمستشفى مصطفى باشا في العاصمة، بعد صراع طويل مع المرض، وسيوارى الثرى، ظهر اليوم، بمقبرة القطار بباب الوادي في العاصمة، بعد إلقاء النظرة الأخيرة عليه بقصر الثقافة مفدي زكريا. يعتبر الراحل مصطفى تومي، واحدا من أهم الذين كتبوا الأغاني الشعبية في الجزائر، حيث ارتبط اسمه بأهم الأغاني التي كان يؤديها عميد الأغنية الشعبية الراحل محمد العنقى، على رأسها ''سبحان الله يا لطيف''، كما كتب لوردة الجزائرية أغنية ''الصومام''، وأغنية ''شيي غيفارا'' لمحمد العماري، وقدم العديد من الأعمال في مجال السينما سواء في كتابة السيناريوهات. وامتدت يد إبداع الراحل إلى مجال الكتابة الأكاديمية، حيث صدرت له عدة أبحاث منها في ''اللسانيات المقارنة'' و''علاقة اللغات السامية والهندوأوروبية'' و''ساكسريت اللغة المقدسة''، إضافة إلى دراسات في عمل النفس. وأكد ابن عمه الفنان سمير تومي، في تصريح ل''الخبر''، أن الراحل كان أبا وأخا لجميع أفراد عائلته الكبيرة، وكان مرجعا فكريا بشخصيته القوية: ''لقد سخّر الراحل عطاءه الفكري لخدمة وطنه وعائلته، فلم يهمل عائلته في سبيل الفن، فجميع أبنائه اليوم يعكسون نجاحه الفكري والأخلاقي''. كما تحدث سمير عن الأيام الأخيرة للراحل في المستشفى: ''لقد كان يعاني في المستشفى وتوقفت الزيارات حتى بالنسبة لأفراد عائلته وأصدقائه المقرّبين الذين لم يفارقوه''. وشكّل رحيل الفنان مصطفى صدمة كبيرة بالنسبة لصديقه ورفيق دربه الشاعر لحسن موساوي الذي اعتذر ل''الخبر'' عن الإدلاء بأي بتصريحات مطولة عن الرحل واكتفى بالقول: ''مازلت تحت الصدمة، فقد كان صديقا لي وكنت أحرص على التواصل معه هاتفيا وزيارته في المستشفى، حيث كان يرقد في حالة صحية صعبة جدا''. ولد الأستاذ مصطفى تومي في 14 جويلية سنة 1934 بحي القصبة (بير جباح)، وزاول دراسته بمدرسة ''سودان'' ثم ''بالي''، ثم التحق بمدرسة ''سان لوي'' التي كان لها صيتها في العاصمة. ناضل الراحل الذي كان فنانا ملتزما في صفوف جبهة التحرير الوطني سنة 1958 ضمن ''صوت الجزائر المكافحة''، وبعد الاستقلال عمل كمكلف بالشؤون الثقافية بوزارة الإعلام ومسؤول عن حزب جبهة التحرير الوطني، وقد سجل العديد من الأعمال الخالدة في تاريخ الجزائر. وستقام مراسم إلقاء النظرة الأخيرة على روح الفقيد بقصر الثقافة مفدي زكريا، صباح اليوم، قبل أن ينقل إلى مثواه الأخير بمقبرة القطار في العاصمة. عبد القادر بن دعماش ''كان متعدد المواهب الفكرية'' وصف الفنان عبد القادر بن دعماش الراحل بالقامة الفنية والأدبية التاريخية التي قدمت الكثير للجزائر، وقال في تصريح ل''الخبر'': ''أنا شخصيا تعلمت الكثير من مصطفى تومي الذي كان صاحب أفكار عديدة منها مهرجان الشعر الشعبي، ابتداء من سنة 1969 عندما كان أول مدير للمهرجان الوطني للأغاني الشعبية في الجزائر''. ويشدد بن دعماش على أن الراحل كان متعدد المواهب الفكرية، ومناضلا بالكلمة خلال الثورة التحريرية الكبرى: ''كان شخصية أدبية وعضو فرقة جبهة التحرير الوطني، قد ساهم في إثراء الذاكرة الجزائرية بالعديد من الأعمال الفنية وحتى في كتابة سيرة رفيق دربه الحاج محمد العنقى''.
عبد القادر شاعو ''إبداعاته فرضت نفسها على الساحة'' ''إنه مؤلم أن نفقد اليوم قامة تاريخية في الأدب والشعر الشعبي الجزائري''، هكذا تحدث الفنان عبد القادر شاعو عن رحيل مصطفى تومي، كما قال إن مسيرة تومي كانت غنية عن أي تعريف ولا يوجد أحد من الوسط الفني إلا وسمع بإبداعات الراحل الفنية ''وإن لم ألتق به كثيرا، إلا أن كلماته كانت دائما تصلنا وأغنية ''سبحان الله يا لطيف'' كانت حلم أي مغنٍ. إنه شخصية قوية في المجال الفني، حاضر في جميع محطات تاريخ الجزائر المستقلة''.