يتناول الروائي الجزائري، محمد فتيلينة، في عمله الأخير الموسوم ب”بحيرة الملائكة”، صراع الماضي والحاضر أين تتزاحم أحداث الماضي الملفوف بذنب الاستعمار، ومشاهد الحاضر المخدوش بالصراع الفكري والديني والحضاري، التي تسيطر على بطل النص، وتبرز وسط الزحام والشرود وترانيم الشعراء صور الحب والخديعة والإيمان، عناصر متناقضة تصف سرّ الصراع وسرّ البقاء وأسرار الإنسان الكامنة في إيمانه ومحبّته وتطلّعه إلى معاني سامية ما تلبث أن تكون مجرد أضغاث أحلام. ويحاول الروائي في هذا العمل الصادر عن منشورات”مؤسسة إبداع”، للنشر والتوزيع والترجمة، بالجزائر نقل وقائع رحلة الطالب الأمير آدم من بيداء الجزائر وتلالها، إلى هضاب فرنسا وسواقيها، ووقوفا عند بحيرة شاعرها لامارتين، مستحضرة رحلة الأمير الجزائري عبر تتبّع خطواته من قلب الوطن الأسير إلى سجنه القسري ب”أمبواز” في خط زمني ينطلق من سنة 1848 وصولاً إلى عام 2007 في يوم اختزل الكثير من الذكريات والمراحل في قالب روائي متميز. يذكر أن المؤلف من مواليد 1975 بالجلفة الجزائر، وهو من العارفين بتاريخ الجزائر وبمقدمات الصراع، ومن المهتمين بالدراسات التناصية والمقارنة، يدرّس اللغة الفرنسية وهو حائز على الماجستير في الدراسات النقدية من خلال الرواية الجزائرية الحديثة، اطلع على عالم الكتابة عبر نشر مجموعة شعرية ”حنين” متبوعةَ بقصة باللغة الفرنسية موسومة ب ”الطابع الذهبي”.