لا أحد من السينمائيين قادر على معالجة العشرية السوداء سينمائيا! برر المخرج السينمائي شريف عڤون، فشله في تقديم فيلمه الموسوم ب”البطلة”، إلى المشاهدين، بكونه لم يتلق الدعم المادي الذي يسمح له بمعالجة فكرة العمل كما يليق به، مؤكدا في الوقت ذاته أنه حاول أن يقدم رؤيته الإخراجية في هذا العمل الذي يتناول العشرية السوداء التي مرّت بها الجزائر في فترة التسعينيات، لكنه لم ينجح بنسبة 100 بالمائة كما كان يريد. وتحدث عڤون في تصريح له ل”الفجر”، على هامش العرض الشرفي الذي تم سهرة أمس بقاعة ابن زيدون بالعاصمة، عن تجربته السينمائية الأولى في مجال الفيلم الطويل، معبرا عن سعادته لتحقيقه أخيرا نقلة كان يرغب فيها منذ وقت طويل. ونوه المتحدث إلى أنه اختار موضوع العشرية السوداء للأهمية التي تشكلها تلك المأساة في تاريخ ونفسية الجزائريين، حيث قال إنه لا يخشى الحديث في موضوع تحدث فيه الكثيرون، معطيا مثالا عن السينما الأمريكية التي يكون موضوعها دائما “الدولة الأمريكية”. كما دافع المخرج عن فكرة عدم تجسيده للإرهابيين في الفيلم مرجعا ذلك إلى عدم رغبته في إعطاء هوية للإرهاب. وردا عن الإنتقادات التي طالت فيلمه الذي ظهر بمظهر متواضع لا يليق بتجربة عڤون، إلى الميزانية الضئيلة التي حصل عليها في إطار دعم هذا العمل من المؤسسات الثقافية. في ذات السياق تحدث المخرج عن المساندة والتضامن بين طاقم الفيلم، وشكر الفنان صافي بوتلة على قبوله العمل على الموسيقى التصويرية للفيلم بأجر زهيد. على صعيد آخر أشاد المخرج بأداء سامية مزيان، واصفا إياها بالركيزة التي رفعت قيمة الفيلم وسندته، متمنيا العمل معها مرة أخرى. وفي تقييمه لتجربته الأولى مع الفيلم الطويل قال عڤون إنه سرّ بالتجربة وبدأ العمل على مشروع سينمائي طويل آخر بميزانية أحسن لتفادي الأخطاء التي وقع فيها سابقا. وكان المخرج شريف عقون، قد قدم صبيحة أول أمس بقاعة ابن زيدون، برياض الفتح بالعاصمة، العرض الأوّل لفيلمه الطويل الموسوم ب”البطلة، ملامسا ما عانته المرأة من آلام خلال العشرية السوداء، غير أنّه ابتعد عن عنوان العمل “البطلة” الذي أدت بطولته الممثلة سامية مزيان في دور “حورية”، وصنع من “لقطة واحدة” بطلة. الفيلم الذي أنتجته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والشركة الجزائرية للإنتاج “سيليا فيلم”، ومثل فيه ثلة من الممثلين على غرار سامية مزيان، نجيب أولبصير، أرسلان لراري، نجية لعراف، خالد بن عيس وغيرهم، لم يكن في مستوى التطلعات بسب ابتعاده بنسبة كبيرة عن العنوان “البطلة” الذي كان يفترض أن يصور ما حدث إبّان العشرية السوداء سنوات التسعينيات، فحدث العكس، إذ جانب وصف الوقائع مع عدم تسلسل في الأحداث، وهو ما أدى إلى بعض الغموض، يضاف إليه الغياب الشبه كامل لمشاهد الهجومات الإرهابية، صور القتل، الاختطاف، أو حتى مقاطع تدل على أفعال الإرهابيين في القرية التي تبعد عن العاصمة ببضع كيلومترات، مكتفيا فقط بإشارات وأحاديث الشخصيات التي جسدت الأدوار، وأبرز دليل لحظة اقتحام الإرهابيين لمنزل حورية رفقة عائلة زوجها عاشور، إذ تمت العملية في ظرف لحظات دون أن يصور المخرج وجوه المعتدين، أكانوا إرهابيين أم لصوصا أم مجرمين، بالإضافة إلى صنعه من شخصية “حورية” بطلة في لقطة واحدة بعد أن قتلت إرهابيا ونالت شكر السلطات، كما أنّ هروبها إلى المدينة بهدف إنقاذ الأطفال خلا من التضحية التي تتوجها بلقب “البطلة”. وردّ المخرج قائلا عن هذا “نعم صارت حورية بطلة في وقت قصير جدا رغم أنّه يتناول جانبا من تحدياتها لبطش المجتمع”. بالمقابل حاول شريف عقون، تمرير رسالة إلى السلطات بخصوص ضحايا الإرهاب وعائلات المفقودين والمختطفين، التي ماتزال رحلة بحثها مستمرة لمعرفة الحقيقة ومصيرهم المجهول لحد الآن. يذكر أنّ “البطلة” يعد أول فيلم طويل للمخرج بعد أول فيلم قصير محترف باللغة الأمازيغية من 22 دقيقة، وهو الذي اختير للمشاركة في مهرجان كليرمون الدولي.